“ميكروسكوب” هي كلمة يونانية مركبة من كلمتين هما “ميكروس” أي صغيرة و“سكوبيوس” أي مراقب. ومن هنا كان الميكروسكوب أو المراقب الصغير، هو جهاز لمراقبة الأشياء الصغيرة التي لا تُرى بالعين المجردة. وعلى الرغم من اختلاف المؤرخين حول مخترع المجهر. فالبعض ينسبه إلى الايطالي غاليليو، والبعض يعتقد أن الإنجليزي روبرت هوك هو من اخترعه. إلا أنهم أجمعوا على أن الهولندي لوفنهويك هو أبو الميكروسكوب نظرًا لمجموعة المجاهر التي اخترعها. وقد استمر تطوير هذا الاختراع حتى اخترع العالم المصري الأمريكي أحمد زويل مجهر الليزر لرصد حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي واستحق بذلك الاختراع جائزة نوبل في 1999م. إلا أن أمانة محافظة جدة، لن تسمح لزويل بأن يفرح كثيرًا بمجهره الحديث، حيث خرج علينا وكيل أمين جدة للمشروعات المهندس علوي سميط بتصريح يعلن فيه أن أمانة محافظة جدة ستستخدم تكتيكًا جديدًا في متابعة الأداء. حيث أشار إلى حرص أمين محافظة جدة على إنجاز مشروع “زهرة البرسيم” بأسرع ما يمكن، معلنًا أنه يتابع الوضع فيه بشكل يومي، بحيث يكون المقاول “تحت المجهر” دائمًا. الطريف أن المجهر اخترعه العلماء لتكبير الأشياء التي لا ترى بالعين المجردة، وكأن الأمانة تعترف بأن العمل يحتاج إلى مجهر حتى يرى بالعين المجردة. وقد أشار الخبر الصحافي أن الأمانة تنسب أسباب توقف المشروع في 1426ه بسبب خطأ في التصميم من الشركة المصممة، وخطأ في التنفيذ من المقاول المنفذ، لكن للأسف سكت عن مسؤولية الأمانة في متابعة التنفيذ. أحمد زويل نال جائزة نوبل عن الكيمياء، وأمانة محافظة جدة تستحق جائزة نوبل للسلام، فتعاملها بسلام مع المقاول والمنفذ والمصمم يجعلها تستحق ذلك بامتياز. التاريخ لا يرحم، وامانة جدة ستدخل التاريخ بمشروع زهرة البرسيم، فماذا ننتظر. طارق محمد الشيخ - كندا