للنجاح مقاييس، وللإنجاز مواصفات.. وما حققته وزارة الصحة خلال موسم حج هذا العام أنموذج لمقاييس أي نجاح، ومثال لمواصفات أي انجاز، فخلال 15 يومًا قدمت مرافق الوزارة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة (منى وعرفات) والمدينةالمنورة خدمات إسعافية وعلاجية مباشرة لأكثر من 760 ألف حاج كما تمكنت من تأمين رعاية صحية، وقائية وعلاجية، بأعلى مستويات من الجودة والأداء ل 2 مليون و789 ألفًا و399 حاجًا. وبهذا تكون الوزارة قد تفوقت على نفسها، حيث إن ما قامت به لهذه الأعداد الكبيرة في مكان واحد وزمان واحد تقريبًا يفوق المعجزات، وذلك بشهادة المؤسسات والمنظمات الدولية الصحية، وأكبر المراكز الصحية في الدول المتقدمة، بالإضافة إلى رؤساء بعثات الحج وهم ممثلو كل دول العالم. وسام وشرف رفيع ويتقدم كل ذلك شكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في برقية جوابية لمعالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بمناسبة نجاح خطة الحج الصحية لهذا العام.. فكان هذا الشكر من المقام السامي الكريم بمثابة وسام وشرف رفيع زين صدور جميع منسوبي وزارة الصحة، تثمينًا لما بذلوه من جهود مضنية لإنجاح موسم الحج هذا العام كفريق عمل واحد، بما يليق بشرف خدمة ضيوف الرحمن وبمكانة المملكة كقبلة للمسلمين في كل بقاع الأرض. التحدي الحقيقي وهكذا نحن أمام نجاح يستحق الدراسة للخروج بالدروس المستفادة من أداء وزارة الصحة في موسم حج هذا العام، ولذلك من الضرورة أن نستعرض الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا النجاح الذي يعد امتدادًا لمستويات الخدمات الصحية المتقدمة التي توفرها الوزارة في كل مرافقها، وفي مختلف مناطق المملكة للمواطنين والمقيمين والمعتمرين والزوار على مدار العام. ورغم ذلك تعد خدمات الرعاية الصحية للحجاج التحدي الحقيقي، الذي يظهر القدرات والإمكانات الهائلة للدولة ممثلة في وزارة الصحة، حيث تقدم أفضل مستوى من الخدمات الصحية المتنوعة والمتباينة وتأمين الرعاية الصحية بأعلى مستويات الجودة والأداء، الأمر الذي مكّن جموع الحجيج البالغ عددهم 2.789.399 حاجًا من أداء الفريضة بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان وجعلهم ينعمون بما وفرته الحكومة الرشيدة من إمكانات وتسهيلات، التي شهدت هذا العام مزيدًا من التطوير والأداء المتميز رغم كثافة أعداد الحجاج لهذا العام وزيادتهم على حجاج العام الماضي ب 476.121 حاجًا بنسبة بلغت 20.5 في المائة. أرقام وإحصائيات ولكن المملكة بحكمة قيادتها وبجهود أبنائها المخلصين تمكنت بفضل من الله أن تتفوق على نفسها في خدمة ضيوف الرحمن، وكان لكل ذلك أسبابه العلمية ونتائجه المشرفة. والأرقام والإحصائيات لغة علمية محددة تعكس بوضوح حجم الأعمال والخدمات، التي قامت بها وقدمتها الوزارة لحجاج بيت الله الحرام بدقة متناهية، وحتى يمكن التعرف عن قرب على ما حققته الوزارة من إنجازات في حج هذا العام نستقرئ معًا هذه الإحصائيات الدقيقة، التي تعكس بوضوح وجلاء حجم هذا الجهد. فخلال الفترة من (1 - 15/12/1431) قدمت مرافق وقطاعات الوزارة خدمات الإسعاف والطوارئ لنحو 9417 حاجًا في مكة ول 6352 في منى ول 1092 بعرفات، وبلغ عدد مراجعي العيادات الخارجية في مكة 32295، وفي منى65141، وفي عرفات 13926 حاجًا. وبالنسبة لمراجعي مراكز الرعاية الصحية الأولية في مكة فقد بلغ عددهم 82881 حاجًا، وفي منى 203517، وفي عرفات 50333 بمجموع كلي خلال نفس الفترة (15 يوما) 469361 حاجًا، أي ما يقرب من نصف مليون حاج في وقت واحد ومكان محدد، وهو عدد كبير لا تقدر على خدمته كبرى الدول. وخلال نفس الفترة من (1 - 15/12/1431) بلغ عدد مراجعي العيادات في مكة 32295 حاجًا، وفي منى65141، وفي عرفات 13926، وتم دخول1853 حاجًا بالمستشفيات في مكة، و1888 في منى، و667 في عرفات، وعلاج حاجين من الإرهاق الحراري في مكة، و76 في منى، وحاج في عرفات، فيما بلغ عدد مراجعي المراكز المتخصصة في مكة 93168 حاجًا، وفي منى203517، وفي عرفات 50333 حاجًا. وهكذا بلغ إجمالي ما تم إسعافه واتخاذ إجراءات الطوارئ بشأنه خلال هذه الفترة 5234 حاجًا، ومراجعي العيادات 25795، والمنومين 589، ومراجعي المراكز الصحية 255504، بإجمالي 479753 حاجًا في مكةالمكرمة ومناطق المشاعر، و287122 حاجًا في المدينةالمنورة ليكون المجموع الكلي 766875 حاجًا وحاجة تشرفت الوزارة بتقديم خدمات صحية علاجية لهم بأعلى مستوى من الجودة، بما فيها الجراحات البسيطة والكبيرة ثم عمليات القلب المفتوح وغيرها من علاجات الأمراض المزمنة والمستعصية. وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله برفع مستوى الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام وزوار مدينة رسوله الكريم في جميع المجالات وتوفير الأمن والراحة لهم؛ إيمانًا منها بواجبها والأمانة الملقاة على عاتقها. معتبرة هذه الخدمة واجبًا مقدسًا تسخر له كل الإمكانات وتبذل من أجله كل الجهود والطاقات. أسباب النجاح.. ونتائج الإنجاز وكان لكل هذا النجاح، وهذه الإنجازات أسباب انطلقت من استراتيجية متكاملة وضعتها الوزارة برئاسة معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وزير الصحة ومن خلال لجان الحج التحضيرية وهي استراتيجية شاملة تستهدف ضمان سلامة الإجراءات الاحترازية الوقائية، التي يتقرر تنفيذها خلال موسم الحج ومتابعة المستجدات الوبائية الدولية وتحليلها وبصفة خاصة الأمراض ذات الاحتمالية العالية للانتشار في مواسم الحج وإقرار ما يلزم من إجراءات احترازية وفقًا للأسس العلمية الوقائية. وإعداد خطط العمل التنفيذية للإجراءات الوقائية، التي تشمل التأكد من تطبيق ما يطلب من إجراءات للحجاج في دولهم قبل التأشير لهم. والإجراءات الوقائية في منافذ دخول الحجاج وتلك التي يستمر اتخاذها طيلة بقاء الحجاج والمعتمرين في مناطق الحج وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم بما في ذلك إجراءات الاستقصاء الوبائي السلبي والنشط. الترصد الميداني وتبدأ أعمال لجان الحج بوزارة الصحة -عادة- سنويًا عقب موسم كل حج لتقييم الأداء ورصد الإيجابيات والسلبيات للموسم الذي مضى استعدادًا للموسم المقبل، وعلى هذا الأساس، وبمنهجية علمية، تبدأ إدارات الوزارة وقطاعاتها، وبروح الفريق الواحد، العمل وفق برنامج زمني، على وضع خططها والتي تبدأها بالإجراءات الاحترازية الوقائية وذلك من خلال ما تمتلكه من نظم متقدمة ومتطورة في مجال الترصد الوبائي. “صحتك زاد حجك” أطلقت وزارة الصحة هذا العام حملة توعوية تحت شعار “صحتك زاد حجك” بدأت منذ وقت مبكر بنشر الوعي الصحي بين الحجاج قبل قدومهم للمملكة وحتى عودتهم لديارهم، وتم من خلالها استخدام وسائل الإعلام المختلفة كافة وتقنيات الاتصال الحديثة وتركز فيها على الأمراض الشائعة في الحج وطرق الوقاية منها، التي تم تسليمها لوزارة الخارجية لتوزيعها على سفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين بالدول التي يفد منها الحجاج للإسهام في تضافر الجهود المبذولة في توعية الحجاج في بلدانهم. كما قامت بتوعيتهم عند وصولهم إلى المملكة عبر المنافذ من خلال الاتصال الشخصي وبتوزيع النشرات التثقيفية ومن خلال شاشات العرض المتوفرة بالمنافذ عند قدومهم. كما قامت الوزارة خلال موسم الحج لعام 1431ه بتوزيع أكثر من 50 ألف عبوة للنظافة العامة على الحجاج اشتملت على فرشة أسنان مع المعجون، وشفرة حلاقة ذات الاستخدام الواحد وكمامة ومعقم لليد، كما تم بتوزيع عدد من المطويات والنشرات التوعوية بمختلف اللغات على حجاج بيت الله الحرام إضافة إلى استخدام اللغة الرمزية في الرسائل (Nonverbal Communication)، وذلك في إطار خطة التوعية الصحية الشاملة التي نفذتها الوزارة بهدف نشر الوعي الصحي بين الحجاج. وتم تفعيل خدمة توعية ضيوف الرحمن على الرقم المجاني 8002494444 من خلال استضافة استشاريين من مختلف التخصصات للرد على استفسارات الراغبين في مناسك الحج. كما تضمنت الخدمة معلومات عن الاشتراطات الصحية الواجب توافرها ومعلومات عن الأمراض الشائعة في الحج وذلك على مدار الساعة.