حوّلت إحدى ساكنات عمائر الأوقاف الواقعة بحي الدويمة سطح العمارة المكونة من 4 شقق إلى مكان لتربية الأغنام والأرانب مستغلة غياب الرقابة والإشراف من قبل ناظري الوقف، ضاربة براحة الجيران عرض الحائط، رغم محاولاتهم إقناعها بإخلاء السطح من الماشية لما تسببه رائحتها من مضايقات وأمراض للسكان. وفي محاولة للتأكد من صحة بلاغ السكان “المدينة” صعدت إلى سطح العمارة لتوثيق الشكوى، إلاّ أن مالكة الأغنام والأرانب منعتنا من التصوير والصعود إلى أعلى؛ لأنها -على حد قولها- مسؤولة عن السطح بأمر الأوقاف، وحين واجهناها بشكوى الجيران من وجود أغنام وأرانب في السطح أنكرت في البداية، ولكن بقايا روث الأغنام ملأت المكان، وأسكت إنكارها، فعللت وجود الأغنام في السطح بأنها تحتفظ بها لتذبحها في عيد الأضحى. أرنب يكشف المستور وعن الأرانب التي أثر حفرها على تسرب المياه على الأدوار السفلية للعمارة، قالت: ليس لدينا أرانب في السطح، ولكن أرنبًا خرج من جحره الغائر ليكشف المستور أمام كاميرا “المدينة” في ذات اللحظة، ومد رأسه ليؤكد انه موجود في حظيرة واسعة فوق السطح انشغل عنها مراقبو الأوقاف أو غضوا عنها الطرف، وأثناء نزولنا من سطح العمارة فتح لنا أحد السكان باب منزله ظانًا بأننا من إدارة الأوقاف، وأطلعنا على تشققات في جدار المنزل وبعض تسريبات المياه راجيًا اتخاذ اللازم حولها. مغادرة السكن مرفوضة إلاّ أن ساكنًا آخر أحيط بما تنويه إدارة الأوقاف بعد تعدد الشكاوى عن العمارة بإخلاء السكان، والقيام بترميم العمارة، أبدى تخوفًا من عدم تأمين سكن لأربعة أسر تسكن في العمارة، وقال أنا على باب الله، وأعيش من خيرات المحسنين، ولو لم يؤمّن لي ولأولادي سكن آخر ريثما تتم الإصلاحات لن أغادر منزلي حتى لو سقط السقف على رأسي. غير مسجلين بالصيانة وأكدت ساكنة أن العمارة لا تخضع للمتابعة من نظار الوقف، وأن انقطاع المياه يتكرر كل بضعة أيام، وحين اتصلت على الصيانة أخبروها أن العمارة غير مسجلة في كشف الصيانة الدورية لعمائر الأوقاف، مشيرة إلى أنه لا يوجد تعاون بين الجيران في المحافظة على النظافة، بدليل أن العمارة مسكن للآدميين والحيوانات في وقت واحد. وقالت: خوفنا من الأوقاف يمنعنا من التصريح أو تقديم أي شكوى حتى لا نبدو في نظرهم كثيري الشكوى والطلبات فينزعجون منا ويقومون بتدبير أي شيء يثبتون فيه أن الساكنين لا يستحقون الاستمرار في السكن (مثلًا) فنطرد إلى الشارع كما حدث مع بعض ساكني عمائر الأوقاف الأخرى. وأفاد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المدينةالمنورة الدكتور محمد خطري بأنه تقدم أحد سكان العمارة باستدعاء يفيد فيه بأن هناك تسرب مياه، وبناءً عليه تم تكليف الإدارة الفنية للأوقاف بالفرع للوقوف على العمارة، وإعداد التقرير اللازم عن حالة العمارة الإنشائية، وما تحتاجه من إصلاحات وترميم، فاتّضح قيام أحد ساكني العمارة باتخاذ سطح العمارة مكانًا لتربية الماشية، وسبب ذلك تسرب المياه على الدور السفلي، وفي حينه تم تكليفه بنقل الماشية من العمارة، وإزالة مخلفاتها، وتم إجراء معالجة سريعة بإصلاح ماسورة التغذية التي تسببت في تسرب المياه بالشارع الرئيسي. وجارٍ اتخاذ اللازم من الإدارة الفنية لإعداد الشروط والمواصفات لترميم العمارة تمهيدًا لطرحها في المنافسة بعد إخلائها من السكان.