تعد ظاهرة البطالة من المشكلات التي تعاني منها دول العالم، وخاصة دول العالم الثالث. هذه البطالة التي تشكل خطرًا وخيمًا على المجتمع أيًا كانت نسبة هذه البطالة، ومن هذه الدول التي تعاني هذه المشكلة (المملكة العربية السعودية) فنسبة البطالة فيها متفاوتة الذكر بين الجهات بين الجنسين فالبعض يذكر أن نسبة البطالة النسوية 27%، ونسبة البطالة من الشباب 9%، ومنهم من يذكر أن مجموع البطالة فيما بين الجنسين تصل إلى 10%. هذه الإحصائيات ذكرت في إحدى القنوات الفضائية في حلقة حملت عنوان (حقوق الإنسان في السعودية) تلك الحلقة التي أدار حوارها الدكتور: داود الشريان باستضافة رئيس الهيئة الدكتور: مفلح القحطاني ومجموعة من الضيوف الكرام. هذه المشكلة تحتاج إلى حل من خلال تكافل وتعاون جميع أفراد المجتمع صغارًا وكبارًا من أجل التصدي لظاهرة البطالة، أو الحد منها على أقل تقدير، وذلك بالتنسيق الجوهري لمتطلبات المجتمع من الكوادر الوطنية من خلال التخصصات المطلوبة في سوق العمل، والتي نضمن من خلالها الحد من هذه الظاهرة التي تهدد مستقبل الشباب والشابات في وطننا الحبيب الذي يحتاج لسواعد أبنائه. ما يدعو للحسرة لدينا هو ارتفاع هذه الظاهرة (البطالة) التي قد تؤدي بنا وبمجتمعنا إلى المهالك، وذلك من خلال الإجابات غير المنطقية من بعض المسؤولين، والتي نعول عليهم أملًا كبيرًا في التصدي لهذه الظاهرة، وخاصة المنتمين لهيئة (حقوق الإنسان) الذين كثيرًا ما نسمع منهم أن الهيئة ليست مسؤولة عن البطالة في المجتمع كونه لا يوجد تنسيق ما بين الجامعات التي تخرج الكوادر، وبين الجهات الأخرى الحكومية أو الخاصة، وهذه إجابات واضحة وصريحة تدل على تهرب الهيئة من المسؤولية، فإذا كان التنسيق معدومًا بين تلك الجهات (الجامعات، المعاهد، القطاع الحكومي، الخاص) فما دور الهيئة إذن حيال ذلك وبعد سبع سنوات من الإنشاء؟؟ عمومًا حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه لم تدخر وسعًا من أجل الرقي بالمواطن السعودي ليكون مواطنًا صالحًا داخل وطنه، وخاصة في مجال التعليم الذي رصدت له الحكومة ميزانية ضخمة من أكبر الميزانيات في العالم من أجل الرقي بمخرجات التعليم في مختلف التخصصات، وإعدادهم الإعداد الأمثل لسوق العمل (الحكومي، والخاص) وهذا الإعداد لن يتحقق إلا بالتنسيق بين الجهات المذكورة بما فيها هيئة حقوق الإنسان التي يجب عليها أن توقف مخرجات الجامعات التي لا تخدم سوق العمل، وأن تعمل على توعية المجتمع وإبعاده عن التقاليد العمياء التي تقف عقبة في طريق الشباب والشابات حتى لا تتفاقم البطالة في المجتمع. عبده بلقاسم المغربي- الرياض