قالت كوريا الشمالية أمس إن كوريا الجنوبية تعمد إلى تدهور العلاقات في شبه الجزيرة الكورية عن طريق «استفزاز عسكري متهور» وتأجيل المساعدات الإنسانية. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن كوريا الجنوبية: تعرقل عملية تحسين العلاقات الكورية وتعوق محادثات الصليب الأحمر بين الكوريتين وتدفع الموقف إلى شفا الحرب بالمضي في سياسة المواجهة مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية). وفي طوكيو قال وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا امس إن من الصعب استئناف المحادثات السداسية الرامية لنزع السلاح النووي لبيونجيانج بعد القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية. وأطلق الشمال عشرات من قذائف المدفعية على الجزيرة الثلاثاء الأمر الذي أدى إلى اشتعال النيران في عشرات المنازل في أعنف هجوم تشهده المنطقة منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953، وقالت سيول إن أربعة قتلوا في الهجوم. من جهته ذكر وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي-يونج أمس أن القصف من كوريا الشمالي ربما يكون استفزازا سياسيا متعمدا يأتي في إطار المساعدة على تأمين نقل الخلافة لزعيم كوريا الشمالية المنتظر وأصغر أنجال الزعيم كيم جونج-إيل، ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن يونج قوله للمشرعين في إشارة إلى وريث الحكم في الدولة الشيوعية «تقييمنا هو أن كوريا الشمالية شنت الهجوم لتعزيز عملية الخلافة في البلاد باستعراض قيادة كيم جونج-أون» وجاء الهجوم الكوري الشمالي وسط تجدد المخاوف بشأن مزاعم كوريا الشمالية بوجود منشأة تخصيب يورانيوم جديدة وبعد شهرين فقط من عملية انتقال السلطة الذي أصبح واضحا بأول ظهور علني لكيم جونج-أون، وثمة مخاوف من أن كوريا الشمالية يمكن أن تحاول زيادة هيبة وريثها بالقيام باستفزازات عسكرية ضد كوريا الجنوبية. وقال وزير الدفاع في جلسة برلمانية «تقييمنا هو أنه بعد الكشف عن منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في 12 نوفمبر شنت كوريا الشمالية هجومها بالمدفعية لإعطاء كيم جونج-أون وضع قائد قوي». وتابع الوزير أن جيشه مصر "على الرد بحسم" إذا استأنفت كوريا الشمالية القصف أو قامت بأي استفزازات أخرى مؤكدا أن هجوم أمس الأول «جرى التخطيط له بشكل مسبق وكان متعمدا». وفيما عثر أمس على جثتي مدنيين في جزيرة كورية جنوبية قصفها الجيش الكوري الشمالي الثلاثاء ما يرفع الحصيلة إلى أربعة قتلى، كما أعلن خفر السواحل، واعلن مسؤولون أمس ان كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ستبدآن الأحد مناورات عسكرية بحرية مشتركة. وأفادت القوات الأمريكية في كوريا في بيان أن المناورات التي ستجري من الأحد إلى الأربعاء المقبل في البحر الأصفر حيث حصل القصف، ستضم حاملة الطائرات الأمريكية يو اس اس جورج واشنطن إضافة إلى سفن كورية جنوبية. وبحسب هذا البيان، فإن المناورات كانت مقررة قبل أن تقوم كوريا الشمالية ب «الهجوم المدفعي من دون استفزاز». ويدل ذلك على الالتزام الأمريكي «بالاستقرار الإقليمي عن طريق الردع»، وفقا للبيان. وبحسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فإن هذه المناورات «الدفاعية» تهدف إلى زيادة قوة الردع ضد الشمال.