تترقب جماهير الكرة العربية عمومًا والخليجية خصوصًا في الرابعة من عصر اليوم القمة المبكرة في دورة كأس الخليج العربي العشرين والتي منها بدأ التنافس بين المنتخبين السعودي والكويتي والذي كان الوقود الذي اشعل التنافس في الدورة طيلة العقود الأربعة الماضية. وينظر المراقبون على أن المواجهة التي تقام في عدن تعد بطولة مبكرة داخل فعاليات الدورة التي انطلقت ساخنة جدًا بفوز السعودية على اليمن أصحاب الأرض برباعية أربكت حسابات كل النقاد وفوز الكويت على قطر ليضع الفوزان عنوانًا لهذه المواجهة (البطولة المبكرة على صدارة المجموعة) حيث سيرمي كل منتخب بثقله من أجل الفوز التي يمنحه بطاقة في الدور نصف النهائي للبطولة وجعل المباراة الأخيرة تحصيل حاصل، للتعادل حسابات أخرى في أذهان المدربين والإداريين. البطولة المبكرة وبعيدًا عن الجوانب التكتيكية فان المواجهات ستخرج لنا المخزون الكبير من المهارات والابداع الذي تملكه عناصر الفريقين في إطار التنافس التقليدي بينما الأخضر السعودي والأزرق الكويتي والذي يرمي في كثير من الأحيان بالتعليمات الفنية عرض الحائط ويتعامل اللاعبون مع الظروف على أرض الواقع ويخرجان مباريات قمة في المتعة والاثارة ترضي طموح عشاقهما على اتساع رقعة الوطن العربي الكبير. يميل الأخضر إلى طريقه 4،5،1 حيث سيلعب الفريق بعساف القرني في حراسة المرمى وراشد الرهيب، أسامة المولد، محمد عيد، مشعل السعيد في خط الدفاع وتيسير الجاسم، عبداللطيف الغنام، إبراهيم غالب، سلطان النمري، محمد الشلهوب في الوسط ومهند عسيري في الهجوم ويلعب المنتخب الكويتي بطريقة مشابهة تقريبا حيث يقف في حراسة المرمى نواف الخالدي ومساعد ندا، حسين فاضل، محمد راشد، جراح العتيبي في الدفاع وطلال العامر، فهد العنزي، بدر المطوع، وليد جمعة، ويوسف ناصر في الوسط واحمد عجب في الهجوم ومن خلال هذا التشكيل يتضح أن المدربين يعملان على إحكام سيطرتهما على منطقة المناورات وممارسة الضغط على كل طرف في ملعبه وعدم تمكين لاعبيه من التقدم ولاسيما الأظهر، ويعتبر المخضرم محمد الشلهوب العقل المدبر للأخضر في صناعة اللعب وتكتيك الهجمات، وهو الدور الذي كان يقوم به بدر المطوع في الكويت إلا أن سفره إلى ماليزيا لحضور جوائز الاتحاد الاسيوي سيفرض على مدربه الاستعانة بخالد خلف، وتعطي هذه الطريقه لاعبي الجنب في خطي الدفاع فرصة الانطلاقة لمساندة الهجمة وخنق الدفاع المقابل. وبنظرة عامة نجد أن المنتخب الكويتي هو الأكثر خبرة وتكاملًا من المنتخب السعودي الذي شهد تجديدات كبيرة في صفوفه وأدخل المدرب عدة دماء من الوجوه التي يركز على تحضيرها لتصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، لكن هذا لايعني التسليم بتفوق الأزرق التي لم يتمكن من الفوز على الأحضر في آخر عشر سنوات وهو بمباراته الافتتاحية مع اليمن قد قدم نفسه على أنه فريق المستقبل وأنه أحد فرسان الرهان في الدورة كما هو حال المنتخب الكويتي الذي خرج بفوز ثمين على المنتخب القطري بغض النظر عن الظروف التحكيمية التي صاحبت تلك المباراة، ويحاول المنتخب الكويتي استعادة هويته بعد تعرضه لعدة سقطات لعبت فيها الأمور الداخلية دورها، في الوقت الذي يسعى المنتخب السعودي إلى بناء جيل جديد يعيد للكرة السعودية وهجها بعد إخفاق الفريق في تصفيات كأس العالم الأخيرة وعدم التأهل لجنوب إفريقيا لأول مرة منذ 1994 وبين هاتين الرغبتين سيبرز التنافس التقليدي بينهما على أرض الملعب كقوى كروية مؤثرة في الكرة الخلجية. اليمن وقطر تقام هذه المباراة في السابعة مساء وتجمع الفريقين الجريحين من مباريات يوم الافتتاح منتخبي اليمن وقطر حيث يسعى كل منهما إلى تعويض الخسارة والبقاء في ميدان السباق على التأهل للدور الثاني لأن الخاسر سيكون أول الفرق الراحلة من البطولة وستكون المبارة الأخيرة له تحصيل حاصل، ولذلك لن يقبل أي منهما يكون هو كبش الفداء الأول في البطولة المنتخب القطري بسمعته كواحد من الأبطال والذي يعد نفسه للمنافسة على كأس آسيا التي ستقام على أرضه بعد حوالي شهر من الآن والمنتخب اليمني صاحب الأرض والجمهور والذي يحاول بدوره استعادة ثقة جماهيره فيه بعد الخسارة المرة من المنتخب السعودي في مباراة الافتتاح والتأكيد على أن تلك كانت كبوة وأن مستواه تطور للأحسن. ويلعب المنتخب اليمني بطريقه 4،5،1 حيث يعتمد مدربه على ثلاثة محاور لتغطية سلبية خط الدفاع والبطؤ الشديد في أداء لاعبيه من خلال تشكيلته المكونة من سالم عوض في الحراسة، عارف ثابت، زاهر فريد، محمد العماري حماده الوادي في الدفاع وخالد بالعيد، منصر باحاج، هيثم الأصبحي، علاء الصاصي، أكرم الوراثي في الوسط وعلى النونو في الهجوم ويعاب الفريق الأداء الفردي أكثر من الأداء الجماعي وهي الميزة التي ترجح كفة الفريق القطري مع فارق الخبرة في مستوى اللاعبين أيضا حيث تتكون تشكيلة العنابي للمباراة من قاسم برهان، محمد كسولا، محمد، حامد شامي، جورج كواسي في الدفاع وسام رزق، طلال البلوشي، عبدالعزيز السليطي، أنس مبارك في الوسط وسبستيان سوريا، حسين ياسر في الهجوم وقد يلعب خلفان إبراهيم مكان حسين ياسر، وسيكون المنتخب اليمني أكثر حذرًا في المواجهة من نظيرة القطري خشية الوقوع في خسارة جديدة وسيكون المدرب أكثر تمسكًا بمنهجيته.