نقول: نصير النساء، وهذه حقيقة. فقد استطاع أن يغيّر الصورة النمطية التي سيطرت على عقول مَن في الخارج أكثر ممّن في الداخل، بأن الرجل السعودي صعبٌ جافٍ لا يحسن التعامل مع المرأة! فجاء هو.. فارس على صهوة جواد أبيض، وأخذ يرسم واقعًا لم تألفه شرائح المجتمع، وأعلى كرامة المرأة تمامًا كما هي كرامتها عالية في الإسلام. ولن أتحدث عن الإصلاحات السياسية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية للمرأة، بل سأتحدّث عن حبّه للمرأة، بدءًا بأمه، وزوجه، وبناته، وأخواته، وكيف أصبح هو والدنا الذي نحمل له في القلب مكانًا خاصًا به، وبدأ الإصلاح في مشاعر المجتمع يوم قال: المرأة السعودية مواطن من الدرجة الأولى، ولها حقوق وواجبات ومسؤولية. وأعقب ذلك بتسمية أضخم مؤسسة للتعليم العالي للبنات باسم عمّته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ووُلدت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لتمثل علامة فارقة في تقديره -يحفظه الله- لكل نساء البلد، بأن قال هذه جامعة نورة، ولم يقل عيب عليكم ذكر أسماء نسائكم؛ حتّى أن بعضًا من أبنائنا يشعر بالإهانة لو عرف أحد اسم أمه. وجاء هو.. رجل سعودي لم يفرض، وهو قادر أن يفرض على الشعب شيئًا، لكنه كان من أذكى مَن عرفته الأمم، فبدأ بالإصلاح لوضع المرأة من عنده، وسمّى الجامعة باسم امرأة من عائلته باسم عمّته -رحمة الله عليها- وافتخر بإطلاق الاسم، وأرسل رسالة لأبنائنا أسماء النساء ليست بعورة، وأذكر أنني كنت وقتها في رحلة عمل بأمريكا، فكنت استثمر الحدث للدلالة على عظمة بلادي، وولاة الأمر وتقديرهم لنا. وتكررت المواقف.. رسائل مذهلة يؤصل بها هذا القائد منهجًا تنويريًّا لحقيقة وضع المرأة في الإسلام، وفي رؤية ملك البلاد، وعجبت يوم أصابته الوعكة الصحية كيف أصدر بيانًا هو وثيقة بحد ذاتها لمَن يقرأ القراءة الصحيحة لأحرف البيان، فقد قال -حفظه الله- في بيانه: أطمئن أبنائي وبناتي، لم ينسَ أن يؤكد على الميثاق الشرعي أننا مؤمنون ومؤمنات، مسلمون ومسلمات، رجال ونساء، فأكد على ما وضعته الشريعة من مساواة في الآدمية والإنسانية، وبكل ما يتبعها من اعتبارنا مواطنين من الدرجة الأولى مثل الرجل، فخاطبنا مثلهم تمامًا بشفافية جميعنا وقال أبنائي وبناتي. وعندما شاهدته في مجلسه الكريم يستقبل المهنئين بالعيد، وهو في صحة وعافية، شعرت بعودة الروح لي، وشعرت بدبيب العافية وبحلاوة استجابة الله لدعائنا صغارًا وكبارًا. وأيضًا كان في حديثه - يحفظه الله - توثيق جديد لوضع المرأة في السعودية، وفي قلب قائدها الذي سكنت المرأة قلبه في المكان الصحيح، فقال -حفظه الله- ناس يقولون انزلاق، وناس يقولون عرق النساء، النساء ما شفنا منهن إلاّ كل خير. مليكنا المُفدَّى: تعجز الكتب، والمناهج، والمصلحون، وعلماء الاجتماع والنفس عن إحداث التغيير الذي تقوم به في ترسيخ مكانة المرأة في قلوب الشعب، والتأكيد على أن نهج هذه الدولة هو نهج الإسلام في تقدير المرأة ومساواتها واحترامها، بل وحبها ورؤية الخير فيها، وهذا والله لمنهج بحد ذاته يتعلم منه ابني وأبناؤنا كيف يتحدث القائد الرمز عني وعن كل امرأة، وكيف هي حاضرة شريكة في خطابه لشعبه؛ لأن الشعب هو نحن هو وهي. أفلا نفخر بعدها بهذا الأب المعلم القائد القدوة لأجيال المسلمين قاطبة، ويكفينا فخرًا أمام دول العالم التي تجهل حقائق الداخل يكفينا أن تسمع كلماته وتقرأها، وتعرف أن هذا نهج ولي الأمر، أمّا ما عدا ذلك فهو نهج بعيد عن عبدالله بن عبدالعزيز، والقادم أحلى. وقد قلتها مرارًا المرأة في بلدي تعيش العالم الوردي في عهد أبينا أبي متعب -لا حرمنا الله منك- أبًا، وأخًا، وقائدًا، وظهرًا، به تتقوى ظهورنا، وأصبحت قلوبنا لا عيوننا معلّقة بالتلفاز نتابع أخبارك، والأرواح تدعو بكل حب: أعادك الله لنا، فنحن في حاجة لك يا أبانا، ويا عمادنا، ويا كل العالم لنا.