قال الضمير المتكلم: (كشف مسؤول في الخطوط السعودية عن أسباب تكدس الحجاج داخل صالات مطار جدّة خلال اليومين الماضيين، مشيرًا إلى أن ذلك نتج عن عدة أمور أولها: تأخّر تفويج ووصول بعض الحجاج للمطار، وكذلك تغيير جدولة الرحلات، إضافة إلى قيام بعض حملات الحجاج بإيصال الحجاج للمطار قبل ساعات طويلة من مواعيد رحلاتهم). هذا الخبر الطازج قرأته مساء الأحد على الإنترنت في صالة المغادرة بمطار القاهرة الدولي، وفي نهايته حَاوَلَت نفسي (المطمئنة) أن تُقْنِعَ شقيقتها (الأمّارة بالسوء) بهضمه وتصديقه، طالبةً منها الاستعانة بالله، ثم ببعض المشروبات الغازية الحلال! وفي اللحظات التي تُمَارِس فيها (النفس الطيّبة) ضغوطها لكيما تُصَدِّق أختها (الخبيثة) المصدر الذي برّأ الخطوط السعودية، وألقى باللوم على سوء التّفْوِيج؛ كانت إذاعة مطار (القَاهِرَة) تُنَادِي بالفَم المليان، والصوت العالي الرّنان، بتأخير موعد رِحْلَتَي السعودية رقم (304) لأكثر من ست ساعات، ورقم (324 لساعتين)، وكانتا متّجهتين إلى (جدة)!! المهم في هذه الأثناء والأجواء الملبّدة بالغيوم، تخلّصت السيدة (الأمّارة بالسوء) من القيود والضغوط، ورقصت طربًا وفرحًا؛ وانْبَرَشَت على شقيقتها (المطمئنة) قائلةً: خَلِّي حُسْن النوايا، وتصديق المصادر غير المسؤولة ينفعك؟! أين الحجاج، أو شركات التفويج في مطار القاهرة؟! يا أختاه (عدم الاعتراف بالخطأ، ونسبة التقصير للغير) يجري في دماء بعض المسؤولين الذين يتعاملون مع الجمهور، وكأنهم قوالب جامدة من السذاجة! يا أختاه التأخير في رحلات الخطوط السعودية دَاءٌ مُزمِن، أعراضه ظاهرة في الأيام العادية؛ فكيف في مواسم الذروة، حيث تُصَابُ بالحمّى والشَلَل؟! أيتها المطمئنة كِفَاية غَفْلَة وقبولاً لأعذار واهية؛ فبعض مسؤولي الخطوط السعودية يبدو أنهم لا يعرفون حتى موعد الحج؛ ولذلك يأتيهم فجأة دون أن يستعدوا له، أو يُبَرْمِجُوا رحلاته!! يا شقيقتي العزيزة: صدّقيني علاج أمراض الخطوط السعودية هو الاستعانة بشركات وعقول وخبرات عالمية؛ فخطوطنا للأسف أخجلَتْنَا، وحوّلت الافتراش من مِنى وعَرفات إلى المطارات!! نعم (خطوطنا) أثَّرت سلباً على كل الجهود الكبيرة التي بُذِلت من مختلف القطاعات، وكان حصادها نجَاح موسم الحج، لكن العبرة دائمًا بالخواتيم!! وهنا طَأطَأت (النفس المطمئنة) رأسها؛ ولاسيما أن الرحلة رقم (324) بعد هبوطها في جدة احتجزت ركابها لأكثر من ساعة؛ والسبب عدم وجود موقف للطائرة!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]