في كل عام في مثل هذه الأوقات يفد ضيوف الرحمن إلى هذه الأرض المقدسة ملبين دعوة إبراهيم عليه السلام (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ). ومن هنا نجد أن الحكومة السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دائمًا ما يفتخر بخدمة ضيوف الرحمن ويحث ويطالب من الجميع بحسن معاملتهم وإكرامهم والسهر على راحتهم فهم ضيوف الرحمن وضيوفنا وهو في ذلك ينفق المليارات من الريالات لمشروعات متعددة ومتطورة لتكون عونًا للحاج وللحج ليكون ميسرًا وسهلًا على هؤلاء الضيوف الذين جاءوا من كل مكان (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ). ومن هنا نجد أن الأجهزة الحكومية تنطلق بكل وزاراتها ومؤسساتها وهيئاتها في وضع الخطط المناسبة لخدمة حجاج بيت الله الحرام منذ أن يطأ الحاج أرض هذه البلاد الطيبة وحتى يغادرها غانمًا سالمًا ففي كل عام نجد خططًا ومشروعات تطويرية للحج تختلف عن العام الماضي مشروعات ضخمة بمبالغ ضخمة هدفها خدمة الحج وتسهيله فالمشروعات كثيرة ومتعددة ومتطورة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 1- تنفيذ المرحلة الأخيرة من مشروع جسر الجمرات الذي كلف الدولة ما يزيد عن الأربعة مليارات من الريالات والذي ساهم مساهمة فعالة في السنوات الأخيرة في القضاء على الازدحام والاحتكاكات بين الحجاج والقضاء على الحوادث المميتة التي كانت تحدث في جسر الجمرات في السنوات السابقة نتيجة التدافع بين الحجاج. 2- مشروع توسعة الحرم المكي الشريف من الناحية الشمالية والتي تعتبر أكبر توسعة له في تاريخه وأزيلت من خلاله ما يزيد عن الأربعة آلاف عمارة وبتعويضات بلغت العشرة مليارات من الريالات مما أدى لزيادة الطاقة الاستيعابية للحرم. 3- مشروع توسعة المروة من الناحية الشمالية والتي ساهمت مساهمة فعالة في تخفيف الازدحام والاختناقات التي كانت تحدث بين الحجاج بين الصفا والمروة. 4- مشروعات توسعة الكثير من الشوارع الداخلية وإنشاء العديد من الطرق الدائرية وجميعها تهدف لتخفيف الحركة المرورية التي كانت تحدث في السابق. 5- ومن أعظم الإنجازات التي رآها حجاج بيت الله الحرام هي خدمة قطار المشاعر الذي هو خدمة جديدة للحجاج سعدوا بها لأنه سيساهم في تنقلاتهم بيسر وسهولة وسيعمل بطاقة 30%. 6- لا ننسى أن نشيد بالمشروع الجديد الذي تم البدء في تنفيذه والذي أحاله المقام السامي الكريم لدراسة إنشائه وهو مشروع المدينة التي سيتم تهيئتها لتستوعب مليونًا ونصف مليون حاج شمال منى والتي قدرت تكلفتها بعشرين مليارًا من الريالات. وفي نظري وفي نظر الكثير لا توجد مدينة في العالم أنفق عليها كما ينفق على المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والتي شرفنا الله بخدمتها وجعلها في أيد أمينة. سمير علي خيري - مكة المكرمة