لم يجد الحاج الباكستاني الجنسية محمد عالم شاه الذي تجاوز العقد الخامس من عمره ما يعبر عن فرحته وغبطته وسروره بلقيا ابنته (مها) أربع سنوات إلا أن يحتضنها ويجهش بالبكاء ويرفع يديه بالدعاء للقائد الكشفي الذي أرشده لها وللمرشدات اللائي قمن على رعايتها. تلك كانت بداية لقصة إنسانية بطلها القائد الكشفي عبد الله بن محمد المنصور من منسوبي الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض قال: عندما شاهدني ذلك الحاج وانا بالبزة الكشفية تشبث بى وعرفت منه أنه فقد ابنته وان هناك من بين له أن الكشافة هي المسؤولة عن الأطفال التائهين، فأخذت المعلومات منه بصعوبة لعدم معرفته اللغة العربية او الانجليزية وأجريت اتصالاً بالجهاز اللاسلكي على جميع مراكز الإرشاد ومراكز الأطفال التائهين الذي جاء الرد منه سريعاً بوجود طفلة تنطبق عليها المواصفات التي أدلى بها والدها، ورغم أنه لم يعرف ما يدور بيني وبين مراكز الإرشاد من اتصالات لعدم معرفته باللغة العربية أخذته معي إلى مركز الإرشاد، وكان الفصل الثاني والمفصلي في القصة عندما شاهد ابنته التي احتضنها واخذ يبكى مما اثار دموع المرشدات ، ثم رفع يديه للسماء واخذ يدعو لذلك القائد وللمرشدات اللاتي احتضنّ تلك الطفلة في بيئة صحية جهزت بكافة مستلزمات الأطفال الصحية والترفيهية.