أود بداية أن أهنئ سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم بتعيينه وزير دولة وعضوًا في مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني. وإذا كان سموه هو ابن لهذه المؤسسة العسكرية الكبرى التي تُعتبر إحدى ركائز القوة العسكرية في مملكتنا الحبيبة، وتدرج في مناصب متعددة فيها، فإن ما شهدته هذه المؤسسة الكبيرة من نقلة في شتى القطاعات يحدونا إلى توقع مزيدًا من التطوير للحرس الوطني ، ليس فقط في قطاعاته العسكرية ولكن في احد القطاعات الهامة التي أعطاها الحرس عناية فائقة، وهو القطاع الصحي الذي يُعتبر إحدى الإضافات الإيجابية للخدمات التي يقوم بها الحرس الوطني. وإذا كانت الخدمات الطبية بالحرس الوطني قد أنشئت في الأصل لخدمة العسكريين من أبنائنا، فإن قصور الخدمات الصحية في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة من جهة، وارتفاع قيمة العلاج في المستشفيات الخاصة من جهة أخرى، فتح مستشفيات الحرس الوطني للمواطنين، خاصة في الأمراض المستعصية. وهو ما خلق ضغوطا كبيرة على مستشفيات الحرس الوطني وأثر على مستوى خدماتها الصحية. ولا زلت أحتفظ في ملفاتي بتصريح لسمو الأمير متعب بن عبدالله اعترف فيه سموه بنواحي القصور في الخدمات الطبية التي يقدمها الحرس الوطني، ومعاناة ضباط وأفراد الحرس الوطني من حصولهم على الخدمات الطبية في مستشفيات الحرس الوطني بسبب الضغوط الكبيرة الناتجة عن المواطنين غير العسكريين. وأصبح الخيار أمام مستشفيات الحرس الوطني، كما يؤكد سمو الأمير متعب بن عبدالله «صعب جدا فإما الاعتذار له عن العلاج وابعاده عن المستشفى أو معالجته بأي طريقة كانت ...». هذا الإدراك من سمو رئيس الحرس الوطني لنواحي القصور في الخدمات الصحية في الحرس الوطني يجعلني أتمنى على سمو الأمير متعب بن عبدالله، الذي لم يتحرج عن انتقاد الخدمات الصحية للحرس الوطني عندما كان أحد أعمدته الرئيسة، وبعد أن أصبح اليوم هو المسئول الأول عن هذه المؤسسة العسكرية المرموقة، أن يولي القطاع الصحي في الحرس الوطني مزيداً من الإهتمام وأن يزيل كل المعوقات التي تحول دون أن يكون هذا القطاع للمواطنين جميعاً دون تفرقة بين عسكري ومدني. فالإنفاق على صحة الإنسان هو من الاولويات التي نثق ان سموه لن يدخر جهدا في سبيل دعمها وتطويرها ..فالاولوية كما علمنا خادم الحرمين الشريفين ينتظر ان توجه للتصدي لاخطار حقيقية تضرب البلاد في عمقها كالفقر والبطالة والامية التعليمية والثقافية نافذة صغيرة: [[لا يجوز إهمال صحة الناس وسلامة الأحياء من أجل تكديس الثروات، أي خلق وأي وازع إذا امتلأت المصارف والخزائن والناس تفتك بها الأمراض؟! ... وليتق الله الساسة والاقتصاديون وأصحاب المصانع والمنتجات الزراعية والصناعية الحربية منها والسلمية، وليبتعدوا عن الأنانية وتقديم مصالحهم الخاصة على صلاح البشرية وحياتها وصلاح الأرض وأهلها كأنهم عمالقة في الاقتصاد والسياسة والتدبير وأقزام في الأخلاق والقيم والمبادئ ...]]. الشيخ صالح بن حميد – إمام وخطيب المسجد الحرام