بعد ستة أشهر على إلغاء القمة المقررة مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، يعول الاوروبيون على اجتماع يعقد غدًا في لشبونة لتوطيد العلاقات عبر الاطلسي المتوترة بعض الشيء بسبب الازمة الاقتصادية. وفي نهاية مايو ألغى الرئيس اوباما القمة السابقة، متذرعًا رسميًّا بجدول اعماله. واعتبر المسؤولون الاوروبيون ذلك اهانة وقلة اهتمام من قبل البيت الابيض بالقارة العجوز مقارنة مع القارة الاسيوية. ولقاء لشبونة سيعقد في ظل قمة اخرى اكثر اهمية هي قمة حلف شمال الاطلسي التي تختتم اعمالها في اليوم نفسه، وستكون القمة مناسبة لاول لقاء وجها لوجه بين باراك اوباما والرئيس الجديد الدائم للاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي الذي نصت معاهدة لشبونة على انشاء منصبه في نهاية 2009، وقال السفير الامريكي لدى الاتحاد الاوروبي وليام كينارد “ستكون القمة مناسبة ليتعرف الواحد على الاخر”، واضاف السفير انه في الجوهر، “نأمل في ان يفضي ذلك الى سلسلة اهداف ملموسة”. واعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الذي سيحضر قمة لشبونة باسم الاتحاد الاوروبي، انه يريد “الحصول على نتائج ملموسة للمواطنين على ضفتي الاطلسي”، و“تركيز اللقاء على التوظيف والنمو”. كما سيتم التطرق على الارجح الى مسألة اسعار الصرف بعد التوترات الاخيرة في قمة مجموعة العشرين في سيول. وكان الاوروبيون انتقدوا ايضًا بشدة ضخ البنك المركزي الامريكي سيولة بقيمة 600 مليار دولار بهدف اضعاف الدولار. من جهتها اعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من عواقب الفائض في الميزان التجاري لدول مثل ألمانيا على اقتصادها. وقد فشلت محاولة للرئيس اوباما خلال قمة مجموعة العشرين للجم الصادرات الألمانية، بسبب موقف المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الحازم. وسيبحث الامريكيون والاوروبيون في قضايا المناخ. وقال دبلوماسي اوروبي “نريد ان نرى الى اي مدى يمكن للولايات المتحدة ان تذهب في ضوء الانتخابات النصفية” قبل مؤتمر كانكون. ومع فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية، بات من المستبعد تطبيق خطة الرئيس الامريكي لمكافحة الاحتباس الحراري. وتعطيل هذا القانون يبعد أيضًا احتمال ان يقنع اوباما بلاده بالمصادقة على اتفاق دولي ملزم قانونا. وستكون مسائل الامن على الانترنت وملف ايران النووي والشرق الاوسط وافغانستان وباكستان على جدول الاعمال. ويقول كينارد ان الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة يقيمان علاقات عميقة ومتينة حول جميع الملفات الكبرى الخارجية. وفي حين عاد اوباما للتو من جولة في اسيا دامت ثمانية ايام (الهند واندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان)، يخشى الاوروبيون من ان تفضل واشنطن التحاور مع اسيا والدول الناشئة على حساب الشراكة القديمة بين ضفتي الاطلسي. وهي مخاوف عززها فشل المفاوضات حول المناخ في كوبنهاغن في ديسمبر 2009 حيث فضلت الولاياتالمتحدة الاتفاق مع الصين. وهذه المرة وافق الرئيس اوباما على تخصيص ساعتين للقادة الاوروبيين. وبحسب دبلوماسي، فإن الاوروبيين كانوا يفضلون عقد الاجتماع في بروكسل، لكن الولاياتالمتحدة لم توافق على ذلك.