إن الدِّين الإسلامي دين حنيف، فهو يأمر المرء المسلم بتأدية الأعمال الصالحة، والأمور الواجبة بكل حرص وأمانة. والله عز وجل أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم لكي يأمرنا بالصلاة، والصيام، والزكاة، وغيرها من الأعمال الصالحة. كما أمر بشيء مهم، وهذا الشيء هو موضوع أساسي، لرضا الله عنا، وهو موضوع بر الوالدين. إن بر الوالدين شيء عظيم، وجزاؤه الجنة، ولكني أرى في بعض العائلات أن فيها تفرّقًا وعصيانًا، وأن الابناء لا يطيعون آباءهم، ولا أمهاتهم، ولا يعلمون أن هذا الشيء هو مصير إلى التهلكة. فقد يدعو عليك سواء كان أباك أو أمك بدعوة تصيبك بمرض، أو تفقدك شيئًا من جسمك، وهذا سببه عصيانك لهما. وقد قال الله تعالى في آياته الكريمة (ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا). قال: لا تقل لهم (أفٍ) إن هذه الكلمة البسيطة هي التي تعصي بها والديك، ليس بالضرب والسب فقط، بل بكلمة أفٍ.. ألا يعلم هذا العبد أن الجنة تحت أقدام الأمهات؟ وأن طاعتك لهما هو جزء كبير من فرحتهما؟ إن العبد ليعمل عملاً بسيطًا لأهله، يسعدهم فيه، ويدعون له بالصلاح ودخول الجنة، ودعوة الوالدين مستجابة. أخي المسلم: إن القرآن كلام الله، وإن رسول الله لا ينطق عن الهوى، فلا تعصِ والديك، ولا تخبرهما بما يزعجهما، وكن قدوة صالحة لإخوانك لكي يطيعوك، ويأخذوا بأعمالك في بر الوالدين.. فلك نصيحة مني (لا تعصِ والديك). مهند علي فارع - جدة