ارتدت الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة فجر أمس جريًا للعادة السنوية وسط تهليل وتكبير الطائفين والركع السجود من الحجاج الذين شهدوا مراسم تبديل الكسوة قبل توجههم إلى عرفات، في مشهد إيمانى رائع بحضور سدنة بيت الله الحرام، وعدد من المسؤولين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، وأهالى مكةالمكرمة، خاصة كبار السن الذين اعتادوا حضور هذه المناسبة التى تحظى بأهمية بالغة في نفوسهم، وقد بدأت فرق فك الكسوة القديمة مهامها في الفك منذ صباح الأحد، حيث حلت العقد والمشدات المحيطة بالكعبة، وتنقل العمال على جميع الأركان، فيما بدأت عملية فك الكسوة القديمة وتجريد الكعبة منها بعد صلاة فجر أمس، وتم تركيب الكسوة الجديدة وسط مظاهر إيمانية مؤثرة، جعلت كثيرًا من الناس يذرفون الدموع وهم يشاهدون الكعبة المشرفة تكتسى بحلتها، وحجاج بيت الله الحرام يتوجهون للوقوف في مشعر عرفات. ونوه كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر بن طه الشيبى باهتمام حكومة المملكة بالكسوة وصناعتها بأيدٍ سعودية100%، ورفع شكره وتقديره بمناسبة إكمال مراسم تلبيس الكعبة المشرفة كسوتها الجديدة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولى عهده الأمين، وسمو النائب الثاني. وقال أسأل الله أن يجعل ما يقومون به في موازين حسناتهم، وأكد أن الاهتمام بالحرمين الشريفين والكعبة المشرفة في مقدمة اهتمام الدولة السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-. من جانبه قال نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم إن الجهة المختصة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قامت بمراسم تلبيس ثوب الكعبة الجديد بعد فجر أمس الاثنين، وتم إنزال الكسوة القديمة وإبدالها بالكسوة الجديدة التي تمت صناعتها من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكةالمكرمة. وأشار أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة تبلغ 20 مليون ريال، تُصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترًا، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترًا، وبطول 47 مترًا، والمكوّن من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه يا حي يا قيوم يا رحمن يا رحيم، الحمد الله رب العالمين. ومطرز الحزام بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب، ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة، ويُطلق عليها البرقع، وهى معمولة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف، وبعرض ثلاثة أمتار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية، ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزًا بارزًا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجهًا من أوجه الكعبة المشرفة، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة، ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.