للتاريخ فإن محمّد عبده يماني وزير الإعلام السابق رحمه الله كان أحد الوجوه الإعلامية في بلادنا، الذي قاسمني ذات يوم “العتب” من أحد رموز هذا الوطن.. أمّا كيف؛ فقد كنت قد أجريت حوارًا صحفيًّا مع معاليه ضيف “الجزيرة”، وقد تعرّض في حديثه إلى نقاط تمسّ بعض أصحاب المعالي، وكذلك بعض الظواهر الاجتماعية في المملكة آنذاك، وعندما شعر معاليه “رحمه الله” بأن العقاب سيطالني شخصيًّا بادر بالاتصال بي وطلب مني أصل الحوار مكتوبًا ووقّع على كل صفحة، أي أنه هو المسؤول عن الحوار، وهو الذي أجازه شخصيًّا، وبالفعل أزال عني موضوع الإيقاف والعتب أيضًا هذا الموقف الذي أبكاني ذات يوم.. فقد أبكاني أيضًا نبأ وفاة هذا الرجل الكريم في أخلاقه وعلمه.. ومثاليته في التعامل مع من عرفه.. لقد فقد الوطن بوفاة “المعلم” محمّد عبده يماني أحد رواد الفكر والعلم والإعلام والرياضة والحضور الاجتماعي المتميز. لقد عرفت هذا الرجل عن قرب عندما كان وكيلاً لوزارة المعارف للشؤون الفنية.. وما زلت أتذكر تلك القصاصات الإخبارية التي كان يزوّدني بها بخط يده باللون الأخضر الذي يعشقه دائمًا.. وكلما قابلته في أي مناسبة كان يردد عبارته المشهورة “فينك .. والله أنا عاتب.. كيف ما أشوفك”، بهذه الشفافية والصدق كان يتعامل مع من عرفه.. رحمه الله، المعلم.. والعالم .. والأديب والرياضي .. والإعلامي محمّد عبده يماني. (*) رئيس تحرير صحيفة اليوم