شددت كوريا الجنوبية إجراءاتها الأمنية بصورة كبيرة قبل قمة مجموعة العشرين، المزمع عقدها يومي الخميس والجمعة المقبلين، بسبب مخاوف من اندلاع احتجاجات عنيفة أو شن هجمات “إرهابية” أو قيام جارتها الشمالية بمحاولات لعرقلة القمة. وحشدت الحكومة الكورية الجنوبية 50 ألف رجل شرطة وعشرة آلاف جندي، أي ما يزيد على ضعف عدد قوات الأمن التي جرى نشرها خلال قمة العشرين السابقة في مدينة تورونتو الكندية، استعدادا لعقد أول قمة لمجموعة العشرين تستضيفها دولة خارج مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى. وقال مسؤولون: إن هذه الإجراءات الأمنية تتضمن إبعاد المتظاهرين و“الإرهابيين” المحتملين عن مكان القمة، التي تعقد بمركز المؤتمرات والمعارض جنوب شرق سول، غير أن المضيفين يساورهم القلق أيضا بشأن محاولات من جانب بيونجيانج لإفساد القمة. وكان برلمان كوريا الجنوبية مرر قانونا مؤقتا يحظر تنظيم أي مظاهرات في دائرة نصف قطرها كيلومتران حول مركز المؤتمرات، فيما جرى رفع حالة التأهب القصوى ضد “الإرهاب” منذ الاثنين، ويقوم رجال شرطة بحراسة مكان القمة على مدار الساعة بمساعدة الكلاب المدربة، فيما تتولى مروحيات تابعة للشرطة حراسة مجاله الجوي. يذكر أن التوترات تصاعدت في شبه الجزيرة الكورية منذ مارس الماضي، عندما غرقت سفينة حربية كورية جنوبية، وتردد أن ذلك تم بفعل طوربيد أطلقته كوريا الشمالية، من جانبه، قال الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك إنه لا يتوقع من بيونجيانج أي أعمال لعرقلة القمة، غير أنه شدد على أن سول مستعدة لأي ظرف، ودعا لي ميونج باك مواطنيه إلى الإحجام عن الاحتجاج والتظاهر، غير أن ما يقرب من 20 ألف ناشط مناوئ للعولمة نظموا مسيرة سلمية عبر سول الأحد، وأعلنت مئات الجهات عزمها تنظيم احتجاجات، بينها نقابات وناشطون يطالبون بمزيد من العدالة الاجتماعية.