رغم تصاعد أزمة إغلاق الفضائيات في مصر، خاصةً بعد إيقاف بث قنوات «الناس - الخليجية - الصحة والجمال - الحافظ»، وأيضًا بعد إنذار 20 فضائية أخرى، أصرّت الحكومة المصرية على عدم التراجع عن قرارها تحت ضغوط وتوسلات مسؤولي القنوات وخبراء إعلاميين، إلا بعد تحسين أوضاعها. وكانت الشركة المصرية للأقمار الصناعية قد أوقفت من قبل عدة قنوات أخرى، إما بدوافع سياسية أو دينية، مثل قنوات: «البدر - الزوراء - الحوار - البركة - الرحمة». ويقول العنوان العريض لقرار الحكومة المصرية إن قنوات «الناس والخليجية والصحة والجمال والحافظ» أُوقفت لمخالفتها للترخيص الذي حصلت عليه. ونفى المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزارة الاستثمار في مصر أن يكون الإيقاف هجمة من الحكومة على هذه القنوات، وقال: ما حدث هو تطبيق للقواعد، حيث تعطي هيئة الاستثمار تراخيص للشركات الراغبة في افتتاح قنوات فضائية لكن بشروط. وضرب رشيد مثلًا لمخالفة هذه الشروط قائلًا: ما هو الموقف من قناة متخصصة في الرياضة وتقدم برامج طبية! ونؤكد أن الإيقاف للمخالفة وليس للهجوم على هذه القنوات وعندما تحسّن أوضاعها ستعاود البث مرة أخرى. أحمد أنيس رئيس إدارة نايل سات كان أكثر وضوحًا، حيث دعا القنوات إلى مراجعة محتواها البرامجي والالتزام بالضوابط الأخلاقية، وأوضح أن الهدف من الإيقاف هو تصويب أخطائها ومخالفاتها، وقال: بصفتي عضوًا فى إدارة المنطقة الحرة الإعلامية فإننى أؤكد أن المنطقة أرسلت عدة إنذارات لهذه القنوات لتصويب وتصحيح مسارها لكنها لم تمتثل. وردًا على تأكيد أنيس أن من هذه القنوات سبق توجيه إنذارات لها، قال الدكتور عاطف عبدالرشيد رئيس قناتي الحافظ والصحة والجمال إنه فوجئ بقطع الإرسال عن القناتين دون سابق إنذار ولم نتلق أي إنذارات تحذرنا من وقف برنامج معين ولم يعترض أحد من قبل على سياسة القناة والعمل بها. كما أشار الدكتور سعيد مسنسن رئيس قناة خليجية إلى أنه هو الآخر فوجئ بالإيقاف الذي جاء دون سابق إنذار، وقال إن خليجية قائمة على برامج دينية يقدمها علماء كبار من الأزهر وتقدم برامج للأطفال والأسرة وهي ليست قناة دينية لكن هيئة الاستثمار صنّفتها كذلك، نافيًا أن تكون بالقناة برامج دينية تعمل على خلق فتنة طائفية. وفجّر الدكتور عاطف العبد وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة مفاجأة حيث أشار إلى إن إحدى القنوات التي تم إيقافها كانت تبث مواد علمية وطبية لا أساس لها من الصحة ولذلك تقدمت نقابة الأطباء المصرية ببلاغ للنائب العام المصري بتهمة ترويج الخرافة الطبية وبيع الوهم وفك السحر. من جانبه أكد علي سعد رئيس مجلس إدارة شركة البراهين أنه يحترم قرار وزارة الإعلام المصرية، ولكنه يرى أن القرار فيه تعنت، وقال إنه على مدار الأيام الماضية عقد عدة اتصالات مع مسؤولين، ولكن لم يتوصل إلى حل، مشيرًا إلى أن تحركاته تأتي حرصًا منه على عدم ضياع مستقبل أكثر من 2000 عامل بتلك القنوات. وأكد أنه سيوافق على أي شروط تطلبها الوزارة لإعادة البث، نافيًا ما تردد أن تلك القنوات تطرح ما يثير الفتنة الطائفية، وقال: نحن نفهم جيدًا عملنا ورسالتنا الإعلامية. ورأت الدكتورة نجوى كامل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن التحرك الشعبي الرافض لما يُطرح في القنوات الفضائية هو الذي حرك وزارة الإعلام بوقفها، مطالبة وزارة الإعلام المصرية باتخاذ إجراءات صارمة بشأن القنوات الفضائية التي تثير النعرة الطائفية والعصبية والقبلية. وفي المقابل انتقد إعلاميون قرار الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) بوقف بث تلك القنوات، مؤكدين أنها تخالف نص الدستور والمادة رقم 48 التي تنص على حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الإعلام وكفالتها.