حضرنا على مدى ثلاثة أيام واحدًا من أهم المؤتمرات العالمية التى جرت هذا العام فى بلادنا، حيث عقدت وزارة الصحة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين مؤتمر طب التجمعات والحشود البشرية: الأبعاد والمضامين - الفرص والتطلعات، بمشاركة القائمين على المجلة الطبية العالمية العريقة “اللانسيت” - ومنظمة الصحة العالمية – والفيفا – وجامعة الدول العربية.. والكثير من الخبرات المميزة داخليًا وعربيًا وعالميًا.. وهى المرة الأولى التى يُعقد فيها مثل هذا المؤتمر على المستوى العربي بحضور 500 مشارك و30 متحدثًا ومتخصص من مختلف العالم، وبالطبع لا أستطيع فى هذة العجالة إلا أن أعرض بعض مقتطفات من دراسات ونتائج هذا المؤتمر المهم، آمل أن تُحقِّق فائدة وتُحرِّك أسئلة، وتُوقظ رغبة البحث، التى تجد مُستقرًا لها فى تغطيات المؤتمر وبحوثه المنشورة على موقع الوزارة، وهى إضافة أخرى شديدة الأهمية والتميز، فنادرًا ما تُقدِّم المؤتمرات والحشود البشرية ليس موضعًا صحيًا خاصًا يهم الباحثين فقط، ولكنه يعني كل أفراد المجتمع، فمَن مِنَّا لم يقف أو سيقف فى الحشود أيًا كان نوعيتها، دينية فى الحج والعمرة.. أو غيرها، وقد طرح المؤتمر معلومات عامة وخاصة مفيدة لكل فئات المجتمع. وقد تناول المؤتمر ظاهرة الحشود البشرية وتفنيدها، وآليات التعامل معها، مُركِّزًا على النواحى الطبية والوقائية والبيئية، وطارحًا القوانين والتعليمات الصحية العالمية على الأمراض في التجمعات البشرية، وأثر الحجر الصحي والتطعيم والنظافة العامة في الحد من الأوبئة- واستراتيجيات التخطيط الوقائي- والرصد والدراسات والأبحاث والتدريب.. مع عرض تجارب المجتمعات فى ظواهر الحشود الكبرى كحشود الحج - والأولمبياد - وكأس العالم - ومراسم احتفال تنصيب رؤساء الدول، ومخيمات الإيواء بعد الكوارث.. وغيرها مما يستجد على الساحة العالمية. كما طرح المؤتمر أهمية تجربة المملكة وخصوصياتها فى إدارة الحشود البشرية التى تتجاوز الملايين طبيًا ووقائيًا، واستفادة المجتمعات العالمية من تلك التجربة المميزة، وهو ما أكد عليه مسؤول الفيفا الطبي ومساعدة وزيرة الصحة الأمريكية، وهذا التميز يمثل تحديًا كبيرًا نجحت بلادنا فيه بجهودها التكاملية بين كافة الوزارات والمؤسسات المعنية عامًا بعد آخر رغم التحديات التى تبرز فى المجال الصحي والبيئي كل وقت وآخر، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار الحشود البشرية المتوقعة القابلة للزيادة مع فتح موسم العمرة طوال العام بصفته عملًا دائمًا ومتواصلًا بكل آلياته الصحية والبيئية والتنظيمية، مما يؤكد ضرورة العمل الدائم والمتواصل بكل آلياته وأنماطه الصحية والبيئية طوال العام وتوطين هذا التخصص ونشره فى بلادنا. وقد تمخض عن هذا المؤتمر المهم وفق رؤية متعمقة لما طرح، العديد من النتائج المهمة منها: إنشاء تخصص عالٍ لطب الحشود والتجمعات فى السعودية بتوجيه من المقام السامي - دراسة إنشاء مركز أبحاث وتدريب عالمي معني بطب التجمعات والحشود البشرية.. أحببت فقط أن أفيدكم ببعض ما استفدت به من معلومات. [email protected]