رحب مسؤولون عراقيون بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها إلى القيادات العراقية للتشاور عقب موسم الحج في الرياض، وتحت مظلة الجامعة العربية، للخروج من أزمة تشكيل الحكومة العراقية، فيما وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس، تلك الدعوة بدعوة خير تستهدف توحيد الصف وإبعاد الخلافات وتأثيرها في الحركة السياسية في العراق، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد اعلنت أمس دعمها الكامل لتلك الدعوة. وقال رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني الدكتور صالح المطلق إن هذه الدعوة جديرة بالاحترام والتقدير من قبل أطياف الشعب العراقي كافة لأنها تفتح الأمل لإنهاء مآسي الشعب العراقي التي ما زالت مستمرة منذ عام 2003م. وأضاف أن “دعوة المملكة تجسد حرصها على عروبة العراق وعودته إلى الحضن العربي قويًا عزيزًا”. وأوضح المطلق أن هذه الدعوة تشكل فرصة تاريخية للعراقيين لإنهاء أزماتهم المتعددة والتي طال أمدها وأوقعت بالعراق خسائر جسيمة لا يمكن وصفها. ودعا الهيئات السياسية العراقية كافة إلى التجاوب سريعًا مع الدعوة السعودية للنهوض بالعراق مجددًا وإعادته إلى الصف العربي. إلى ذلك، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس، دعوة خادم الحرمين الشريفين، بأنها بدعوة خير تستهدف توحيد الصف وإبعاد الخلافات وتأثيرها في الحركة السياسية في العراق. وأشار موسى إلى ما أكد عليه خادم الحرمين من تأييد ومؤازرة لكل ما يتفق عليه القادة العراقيون وما يصلون إليه من قرارات دون تدخل خارجي. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان له أمس أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى تأكيد المصالحة الوطنية العراقية وأن الآمال العربية معقودة على وحدة الصف العراقي وعلى الجهود العراقية الجارية لتصل إلى مبتغاها بتشكيل حكومة شراكة وطنية وأن دعوة خادم الحرمين إنما تتوجه إلى نفس الهدف من منطلق الحرص على المساهمة في تحرك العراق نحو المستقبل بما يضمن استعادة دوره باعتبار العراق دولة عربية أساسية لها دورها ومكانتها. وأوضح أنه تلقى عددًا من الاتصالات من الجانب العراقي في هذا الشأن وأنه مستمر في اتصالاته من منطلق الحرص الذي أبدته المملكة بشأن العراق وباعتبار العراق عضوًا مؤسسًا ونشطًا في الجامعة العربية تهم أوضاعه كل العرب والجامعة العربية. من جهتها، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس، دعمها الكامل لدعوة خادم الحرمين. وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدعوة خادم الحرمين الشريفين الرامية إلى إخراج العراق من المأزق الراهن. ودعا في تصريح له أمس جميع الأحزاب والفعاليات السياسية العراقية للتجاوب مع المبادرة السعودية من أجل إنقاذ العراق من ازمته السياسية التي طال أمدها. وقال الشيخ عبدالله بن زايد “إننا نثمن جهد المملكة من أجل استقرار العراق والمنطقة، ونؤكد دعمنا الكامل لهذه المبادرة .. ولهذا فإننا ندعو كل الأطراف العراقية للتعامل معها بأكبر قدر من الاهتمام لما فيه مصلحة العراق وشعبه والمنطقة”. وأضاف “أن المملكة حريصة على توحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات ولذلك فإنه يحدونا كبير الأمل أن يعطي قادة الأحزاب العراقية أكبر قدر من الاهتمام والتجاوب وأن يتعاملوا مع مبادرة خادم الحرمين بكل إيجابية”. وأكد الشيخ عبدالله بن زايد أن الملك عبدالله يتميز بثقل سياسي ومكانة عربية ودولية تؤهله للقيام بهذا الدور الذي تحرص عليه المملكة دوما سعيا منها لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الصعيد العربي بشكل عام”. أما الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى فد ثمن المبادرة القيمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين والتي دعا من خلالها المسؤولين السياسيين العراقيين للاجتماع في الرياض بعد موسم الحج للسعي لحل كل المعضلات التي تواجه تشكيل الحكومة العراقية وتوحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات وإطفاء نار الطائفية البغيضة. وأشاد في بيان صحافي أمس، بحكمة هذه المبادرة وبعد نظر لخادم الحرمين الشريفين وسعيه المتواصل لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وحرصه على الحفاظ على وحدة العراق ودعم الشعب العراقي بكل طوائفه ومكوناته. كما دعا الأمين كل الفرقاء السياسيين العراقيين للتجاوب مع هذه المبادرة الخيرة.