حدث رياضي شبابي هام تصدّر اهتمام وسائل الإعلام في مجتمعنا الأيام الماضية وهو صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس التعليم العالي حفظه الله بإنشاء الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية. وموافقته الكريمة حفظه الله تأتي امتداداً لحرصه المستمر واهتمامه المتواصل بدعم كل ما من شأنه الارتقاء بمنظومة التعليم العالي في كل المجالات، فكما شهد عهده الزاهر إنشاء درة الجامعات - جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنيةKAUST - والعديد من الجامعات السعودية الأخرى وإنشاء وتدشين العديد من المشروعات والمدن الجامعية العملاقة وابتعاث الآلاف من شباب هذا الوطن لمواصلة تعليمهم في أعرق الجامعات العالمية، وتقديم برامج المنح الداخلية والدعم المستمر لمراكز البحوث العلمية ومراكز التميز البحثية، يشهد هذا العصر الذهبي العديد من الانجازات التي سوف تنعكس إيجاباً على التنمية العملاقة في بلادنا. إن إنشاء الاتحاد الوليد جاء في وقته المناسب لتحقيق التميز والريادة للرياضة الجامعية السعودية وليكون إطاراً رسمياً تمثل من خلاله جامعاتنا العريقة في المحافل الراضية الدولية التي لا تقبل الاشتراك فيها عن طريق جامعات فردية بل عن طريق اتحادات رسمية تمثل دولا، وقد شارك واشرف الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية على بعثة جامعة الملك عبدالعزيز التي شاركت بتميز وتفوق في دورة الألعاب الجامعية الدولية الثانية عشرة التي نظمها الاتحاد الدولي للرياضة بين الجامعات IFIUS مؤخراً في فالنسيا بأسبانيا خلال الفترة من 4-8 أكتوبر 2010م، وما ذلك إلا دليل على رغبة الاتحاد في حسن الإعداد الجيد والبناء السليم لفرق جامعية سعودية في كل الألعاب الرياضية الجماعية منها والفردية، وصقلها من خلال مشاركتها في محافل رياضية عالمية مما يكسبها احتكاكاً مفيداً يجعلها مؤهلة لمقارعة أعرق الفرق الرياضية الجامعية ويؤهلها وعلى المدى الطويل لتكون رافداً ثراً ومصدراً غنياً لإمداد المنتخبات الوطنية السعودية بعناصر رياضية تجمع بين الجسم السليم والعقل السليم في صورة مشرفة لشباب مملكة الإنسانية. ثم جاءت مشاركة الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية والذي وُلد قوياً ولله الحمد، جاءت مشاركته الرائعة وبتفوق في الدورة الرياضية العربية الثانية للجامعات بالقاهرة خلال الفترة من 15-25 أكتوبر 2010م ليؤكد الانطلاقة القوية للاتحاد بعد حصول البعثة السعودية على العديد من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في الألعاب المختلفة. إن الوقت قد حان لتنظيم أنشطة ولقاءات رياضية عالية الجودة عالمية الأداء من خلال دوري منتظم لجامعاتنا، وسوف تسهم الجمعية العمومية للاتحاد في تطوير البرامج الرياضية وتشجيع الطلاب على الانخراط في الأنشطة الرياضية لتكريس قيم ومبادئ الجامعات وأهدافها وتبني الشخصية المتوازنة للطالب الجامعي وإكساب شبابنا الأخلاق الرياضية العالية من نبل وفروسية مما يعزز في نفوسهم ثقافة الحوار والتسامح واحترام الآخر وإذكاء المنافسة الشرعية واحترام الخصم والتصفيق للفائز والوقفة مع الخاسر. إن الآمال المعقودة على الاتحاد الجديد كبيرة والطموحات أكبر، والشكر أجزله لمقام خادم الحرمين الشريفين على هديته الغالية لشباب الوطن الجامعي المثقف، والتقدير أوفره لمعالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي على خطواته التطويرية المشهودة للتعليم العالي في المملكة. ولاشك أن إسناد رئاسة الاتحاد السعودي للرياضة الجامعية لسعادة الأستاذ الدكتور وليد عبدالرزاق الدالي ثقة في محلها فمعرفتي الشخصية به تمتد منذ المشاركة التاريخية للجامعات السعودية في الأولمبياد الدولي للجامعات (يونيفرسياد) في مدينة بلغراد عاصمة صربيا 2009م حيث وجدت فيه نعم القائد الإداري المحنك والشخصية المحبوبة من الشباب، والآمال معقودة على الاتحاد في اكتشاف المواهب بين الشباب الجامعي وصقلهم، والتعاون والتنسيق مع الاتحادات الوطنية لتسهيل مشاركة الطلاب المنتسبين في أندية أو المشاركين في الفعاليات الرياضية المحلية أو الدولية، والاهتمام برياضة الفتاة الجامعية ضمن الضوابط الشرعية والحرص على تنظيم وإقامة المسابقات المحلية بين الجامعات مع ضرورة المشاركة المستمرة والفاعلة في المسابقات الدولية الجامعية بل واستضافة بعض المسابقات الرياضية العربية والدولية فبإذن الله المستقبل مشرق والقادم أحلى. * رسالة: الرياضة الجامعية السعودية أمامها مستقبل مشرق بإذن الله تعالى والبداية إنشاء الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية والقادم أحلى. [email protected]