كيف يتكوّن للنص مأزق؟ هل ذلك عائد للنص نفسه أم للمبدع؟! النص صناعة المبدع، وفيه يتجلّى إبداعه، وتظهر مهاراته الذهنية؛ من ذكاء، وألمعية، وحُسن تصرّف.. فإذا افتقد النص شيئًا من ذلك تشكّل حوله المأزق الذي قصدنا.. بمعنى أن أيّ قصور في موهبة المبدع يؤدي إلى ذلك، فإذا ضعفت موهبة الإبداع عند المبدع، وأصر -في عنجهية- على أن يقول إبداعًا؛ أوقع نصه في مأزق. أو إذا خانته مواهبه الذهنية من ذكاء، وافتقد العبقرية، أوقع نصه في شر مأزق من الغباء، وثقالة الدم. وبالفعل فهناك نصوص محسوبة على الإبداع، وهي تتميز بالغباء، وثقل الدم ..!! فضلاً عمّا سبق قد ترجع عوامل “مأزق النص” إلى ثقافة المبدع، والتي قد تبدو متواضعة بالقياس لأدنى حد مطلوب في هذا المجال، وبناءً عليه ينعكس هذا المحصول الثقافي المتواضع على نص المبدع فيوقعه في المأزق..!! والثقافة رؤية مهمة للمبدع، بدونها يفتقد إبداعه ملمحه، ورؤيته الثقافية. إذًا فعناصر ذهنية مثل: الذكاء، وسرعة البديهة، وعناصر الموهبة، والثقافة وغيرها... كلها تحدد قدرة المبدع على أن يجنب نصه “مأزق” الهبوط والتدني، فيكسب عدم رضاء قارئه عنه، ويسقط نصه في الضحالة..!! يجب أن يدرك الشاعر العاجز الاستعراضي المتسبب في “مأزق” النص أن عبقرية “النص” ليست في الاستعراض بالصعوبة، والتواء الصور، وغموض التراكيب النابع عن جهل واستعراض، وإنما في “نص جميل” يصل إلى الناس في صعوبة تستبطن “سهولة”، وسهولة تحتوي في أعماقها “صعوبة”.. بمعنى: “السهل الممتنع”، ومَن يقتدر على “السهل الممتنع” إلاّ العباقرة الموهوبون.. وما أقلهم.. في كل زمان.. ومكان..!!