قالت المخرجة السينمائية النرويجية فيبيكي لوكيبيرج: إنها صُعقت حين جلست تتابع الأخبار ذات يوم في شتاء بارد عندما شاهدت لقطات من قطاع غزة الفلسطيني بعد أن تعرض لهجوم إسرائيلي في نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009. وبعد عامين بدأت المخرجة تجوب العالم لعرض فيلمها الوثائقي الجديد عن الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي ضمنته لقطات لمصورين محليين وسردًا لأطفال حوصروا وسط الحرب. وقالت المخرجة النرويجية: «شعرت أنه يتوجب علي أن أنظر إلى ما حدث عن كثب أكثر.. أن أخرج هؤلاء الأطفال وبأصواتهم ليحكوا لنا هذه بالقصة.. بما شعروا به وبما مرّوا به وبما رأوه ولأن يعرضوا أيضًا ما رأوا.» ويمزج فيلم «دموع غزة» بين إفادات مصورة لأطفال من غزة خبروا الصراع وصور محلية التقطت لنفس الأطفال في ذلك الوقت. وتقول فيبيكي لوكيبيرج: إنها صمّمت على البحث عن الأطفال الذين بعد أن شاهدتهم في لقطات بثها التليفزيون النرويجي وحاولت دون جدوى الحصول على تصريح إسرائيلي لدخول غزة فاستعانت بطاقم محلي للبحث عن الأطفال وتصويرهم. وتقول فيبيكي لوكيبيرج: إن فيلمها الوثائقي الذي تبلغ مدة عرضه 85 دقيقة فيلم مناهض للحرب وليس فيلمًا عن غزة وأعربت عن أملها أن يكون حافزًا يحرك الناس ضد أي صراع. ومضت تقول: أتمنى عندما يرون أن المدنيين يعانون مثلما ترون في هذا الفيلم أن يشعر الناس (بالتعاطف). أعرف من توروتنو ومن عرض الأفلام هنا أنهم يشعرون... لديهم دافع أن يفعلوا شيئًا.. مثلي. ولم تتجنب المخرجة عرض مشاهد مروعة في فيلمها وتقول: إنه ينبغي أن يرى الناس هذه المناظر ليعرفوا المزيد عن العالم الذي يعيشون فيه، وذكرت أنها لم تستبعد سوى الصور الفظيعة التي لم تحتمل هي النظر إليها. وقالت: «إذا كنتم تقدمونه.. لا كعرض.. وهو ما أعتقد أنه ربما في الشرق الأوسط.. يحدث كثيرًا.. يبيع.. هذا أمر يسبب صدمة. إنه لا يجسد.. لا يوجد (في الفيلم) شخص محدد يمكن أن ترى نفسك فيه. حاولت أن أجعل الجمهور.. يتعرف على هؤلاء الأطفال الذين مروا بتلك الظروف. والنساء.. وتلك حالة أخرى لأنها ترتبط بالإنسانية. ليس مثل برنامج تليفزيوني لأشياء قبيحة. عتدئذ يصبح الأمر مجرد رقم. وأنا أريد أن ابتعد عن الأرقام والإحصائيات.» وفي أعقاب الاستقبال الإيجابي لفيلم «دموع غزة» في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في سبتمبر الماضي وُجهت دعوات للمخرجة لعرض فيلمها في عدد من المهرجانات السينمائية، وقالت فيبيكي لوكيبيرج: إنها دُعيت لعرض فيلمها في مناطق أخرى من العالم منها العاصمة الأفغانية كابول وأنها تود أن يشاهده كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.