أكد عدد من الدعاة أن دعوة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل للمحسنين والمقتدرين لدعم حج الفقراء بدلًا من توزيع الطعام والشراب للمفترشين، هي دعوة كريمة صدرت من خبير ودارس لمشكلات الحج، واصفين الدعوة بالحكيمة التي يتوجب على المحسنين ورجالات الخير في البلاد الاستجابة لها دعمًا لتوجهات القيادة الحكيمة واذعانًا لتوجيه الشريعة السمحاء. فقال مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ طلال العقيل: إنني أؤيد كل أفكار وتوجيهات وتعليمات سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وهي بلا شك توجيه كريم وفي محله، وجاء في وقته. وشدد العقيل على أهمية الأخذ بهذا التوجيه لما يترتب عليه من المصالح العامة للمسلمين، وأيضًا لما يحفظ النعمة ويساهم في تنظيم عملية الحج ويحد من أعمال المخالفين الذين يقدمون للحج بدون تصريح، وكذلك يحد من دعم وتغذية المفترشين وهم اول المخالفين للأنطمة والتعليمات التي ترفض ونرفض نحن كذلك تصرفاتهم وسلوكياتهم التي فيها تشويه لصورة المسلمين كما أنها تخالف تعليمات وأنظمة وتوجيهات الدولة حرسها الله تعالى. واعتبر الشريعة الإسلامية داعمة دائمًا وأبدًا للتعليمات والأنظمة التي يقررها ولي أمر المسلمين. قرار حكيم وعد الشيخ الدكتور عبدالله بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي توجيه الأمير خالد الفيصل بهذا الشأن توجيهًا حكيمًا جدًا وموفقًا. وقال بصفر: إنه فعلًا عندما يقوم المتبرع بإنفاق المال على الفقير في أداء مناسكه كاملة يوفر له المسكن والطعام ووسيلة النقل فهذا بلا شك أجره اكبر لأنه أعان الحاج على حجه من كل نواحيه بطريقة سليمة وكاملة، وبلا شك هذا أفضل من توزيع سقيا الحجيج وبخاصة للمفترشين، وهذا قد يكون سببًا في زيادة أعداد المفترشين لأنهم يعتقدون أن الطعام والشراب يوفر ويؤمن لهم المنسك العظيم، وفي الحقيقة أن المفترشين يسببون إيذاء شديدًا جدًا للحجاج ويضرون بهم ضررًا بليغًا وبخاصة إذا علمنا أن المفترشين يساهمون في إغلاق الطرقات والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من آذى المسلمين في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم). وهذا الذي يريد الحج لا يريد اللعنة وإنما يريد الأجر، كما أن الافتراش يؤدي إلى اختلاط الرجال بالنساء بجلوس بعضهم والبعض مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوساخ بإلقاء فضلات الطعام والشراب مما يؤذي الحجاج والمارة وهناك ادلة كثيرة شرعية تحث على إماطة الأذى عن الطريق، وهذه مخالفة شرعية صريحة. وتابع بصفر: إنه قرار وتوجيه حكيم من الأمير خالد الفيصل جزاه الله خيرًا، فياحبذا أن يتوجه المحسنون إلى التكفل بالفقراء الذين لا يستطيعون أداء الحج إلا بالافتراش فيوفرون لهم أماكن في حملات مخصصة والحمد لله تعالى وزارة الحج وفرت حملات مخفضة للفقراء وأصحاب الدخل المحدود، فعلى المقتدرين والأغنياء أن يتوجهوا استجابة لهذا التوجيه الحكيم الذي صدر من خبير ودارس لمشكلات الحج المختلفة، وهذا بلا شك أفضل من أن تعطي الفقير فقط طعامًا وشرابًا، مما يكون بتلك الأعمال زيادة في الخير والأجر إن شاء الله. وأضاف: أضم صوتي إلى صوت سمو الأمير وأهيب بالمحسنين والقادرين بأن يتوجهوا إلى خدمة وكفالة الفقراء من الحجاج فيسهموا بذلك في التقليل من الافتراش ويزيدوا من الأجر في خدمة الحجيج، سائلًا التوفيق لسمو الأمير وللجهات المختلفة الخادمة لحجاج بيت الله حتى يؤدوا هذا المنسك العظيم في أمن وأمان. دعوة صادقة فيما قال إمام وخطيب جامع الكعكي بمكة الشيخ عايد بن عيد بن معلا: لقد دعا أميرنا خالد الفيصل الأغنياء والمقتدرين إلى أمر عظيم وهو أمر محمود يعود على الفقراء والمساكين بالخير العظيم ولتمكين من لم يحج من المسلمين إلى الحج. لقد دعاهم بكلمة تكتب بماء الذهب وعزز ذلك بما يمليه عليه الدين الحنيف من التسهيل على حجاج بيت الله الحرام وتذليل الصعاب في سبيل أداء الحجاج حجهم على الوجه المطلوب وبدون عناء، وإن وجود المخالفين في الحج في المشاعر المقدسة من المفترشين للأرصفة لهو في حد ذاته أسلوب لا يقره عاقل ولو تأملنا في هؤلاء المفترشين للأرصفة من الحجاج ولو بحثنا عنهم لوجدنا الكثير منهم إن لم يكونوا جميعًا ممن لا يستطيعون الحج لظروف مادية ولو استطاعوا لما رموا بأنفسهم هذا المرمى، والله تعالى يقول في محكم التنزيل (لمن استطاع إليه سبيلًا). مضيفًا: فإن الدعوة التي وجهها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة -حفظه الله- من دعم المقتدرين للفقراء ليحجوا عن أنفسهم الحج الصحيح المأمور به شرعًا وفق الأنظمة والتعليمات لهو خير عظيم للمنفقين على هؤلاء الفقراء ولربما وجد المقتدر دعوة من قريب إلى الله في ظهر الغيب تنقذه من غياهب النار يوم القيامة. ولو فكرنا قليلًا في هذه الدعوة الموجهة من قبل سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بحق لوجدناها صائبة ولا تحتمل التأويل، إذا فهي دعوة نابعة من قلب يحب الخير لدينه ولوطنه وللمسلمين عامة وخصوصًا ضيوف الرحمن الذين ينزلون البقاع المباركة تلبية لنداء الحق جل وعلا (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) وإنني شخصيًا أقدر لسمو الأمير خالد الفيصل هذه النصيحة الإسلامية نظرًا لما تحوي من آفاق واسعة المدى تصب لخدمة ضيوف الرحمن أينما حلوا...