عندما تصرخ بأعلى صوتك ولا تجد من يرد عليك الصوت، فأنت في أحد ثلاثة أمور: أولها أنك تصرخ في مكان لا يوجد فيه أحد من ذرية آدم، وثانيها أنك لا تصدر صوتًا وإنما يُخيل لك أنك تصرخ، وثالثها أنك تصرخ في مكان كل من فيه حرموا نعمة السمع (طرشان)، هذه الحقيقة استشعرتها عندما شاهدت وسمعت الخريجات الجامعيات بمحافظة أملج وهن يصدحن بعالي الصوت (أنصفونا، أعطونا حقوقنا فنحن صاحبات حق) وهن بكل تأكيد يثقن في هذه القيادة الرشيدة لذلك ذهبن إلى مقر محافظة أملج ووقفن صفًا واحدًا وبلسان واحد لأنهن يعرفن أن من الأدوار المناطة بالمحافظ (الحاكم الإداري) هو إيصال صوت المواطن إلى ولاة الأمر حفظهم الله الخريجات الجامعيات بأملج عندما مرت بهن السنين وهن يقبعن في البيوت حيث تصرخ كل واحدة منهن في محيطها أدركن أن هذا التصرف لا يخدم مشكلتهن خاصة تجاهلهن من التعيينات وذلك يرجع إلى الأنظمة واللوائح المتأرجحة التي تنظم الترشيح للوظائف التعليمية النسوية فهذا العام وحسب إفادة المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية الأستاذ عبدالعزيز الخنين التي قال فيها، إن شرط إثبات الإقامة المطلوبة للوظائف التعليمية للمعلمات يقع ضمن مسؤولية وزارة التربية والتعليم بناء على التوجيه السامي الكريم باعتماد توصيات اللجنة المشكلة من وزارات الخدمة المدنية والتربية والتعليم والداخلية، مشيرًا إلى أن رفع الشكوى من أي مواطن حق مشروع وعلى الوزارة حق إيضاح الحقائق. وأشار الخنين إلى أن الضوابط التي وضعتها اللجنة الثلاثية تشمل: إذا كان ولي أمر المتقدمة عند التقديم يعمل في نطاق إدارة التعليم التي ترغب الخريجة التقدم لها سواء بجهة حكومية أو بإحدى الشركات المساهمة كسابك والبنوك وغيرها من الشركات والمستشفيات والمؤسسات المشمولة بنظام التأمينات الاجتماعية فيتم إثبات إقامة ولي الأمر من جهة العمل، أما إذا كان ولي أمر المتقدمة عند التقديم يعمل خارج نطاق إدارة التعليم التي ترغب الخريجة التقديم لها فتثبت إقامة المتقدمة بإحدى الوسائل أما أن يكون لدى المتقدمة عقد عمل على وظيفة حكومية أو أهلية مصدقة من الجهة الحكومية التي تشرف عليها لمدة عام كامل. وأضاف الخنين: كما يمكن للمتقدمة إثبات إقامتها بأن يكون أي من أشقائها “الإخوة والأخوات” او أبنائها يدرسون منذ بداية العام الدراسي الذي يسبق الإعلان مباشرة في أي مرحلة من مراحل التعليم في نطاق إدارة التعليم التي ترغب الخريجة بالتقديم إليها أو أن تكون والدة المتقدمة تعمل في نطاق إدارة التعليم التي ترغب الخريجة بالتقديم إليها. لذلك كان لا بد من صرخة تُطلق تحمل معاناة أولئك الخريجات اللاتي حصلن على تقديرات عالية وخبرات امتدت إلى أكثر من عشر سنوات وهن المتخصصات في كل فروع العلوم (رياضيات، فيزياء، كمياء، أحياء.......) هذا وهن يعرفن أن محافظة أملج تتمتع بكثافة سكانية تفوق ال61 ألف نسمة ويبلغ عدد طلابها 13ألف طالب وطالبة يدرسون في 116 مدرسة موزعة على المدينة وقراها ال 62، فكان لزامًا عليهن المطالبة بإيصال صوتهن، الخريجات الجامعيات بأملج يعانين من وضعهن الناتج عن تجاهلهن في الوظائف التعليمية المخصصة لمحافظة أملج وأبعادهن من التعيين بينما تم تعيين معلمات من خارج المحافظة وذلك بسبب إلغاء شرط الإقامة على مستوى المحافظة وأصبح يتم تحديد الإقامة على مستوى نطاق إدارات التربية والتعليم بالمناطق. نايف جابر البرقاني - أملج