في الموعد والزمان المحددين يلتقي الجاران اللدودان الهلال والنصر في أول موقعة بينهما هذا الموسم، وفي ظل ترقب جماهيري كبير لما ستسفر عنه الجولة من نتائج، عطفًا على أوضاع الفريقين الفنية والتي فرضتها ظروف خروج الهلال من دوري الأبطال الآسيوي، بعد أن كان على مرمى حجر من يد طفل صغير (!!) وتحسّن نتائج الفريق النصراوي نوعًا ما وآخرها مع الاهلي حيث يدخل المواجهة وهو يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدوري برصيد 16 نقطة من تسع مباريات فاز في أربع وتعادل في مثلها وخسر واحدة، وستكون المباراة اختبارًا حقيقيًا لمدربه زنقا الذي يواجه انتقادات شديدة من عشّاق الفريق لأسلوبه غير المقنع في إدارة المباريات، فقد تُعجِّل المباراة في حال خسرها النصر برحيله حتى وإن كان الشرط الجزائي كبيرًا على الإدارة النصراوية، كما أنّ المباراة اختبار لقدرة الإدارة الهلالية وجهازها الفني لإخراج الفريق من حالته النفسية بعد خسارته أمام الفريق الايراني يوم الأربعاء الماضي في نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي على أرضه وبين جماهيره وظهوره بمستوى متواضع جدًا وضع خلفه عِدّة علامات استفهام (؟؟؟). انعكاسات سيكون للمباراة ونتيجتها انعكاساتها الفنية والمعنوية على الفريقين، فالهلال إذا مافاز سيستعيد هيبته ويخرج من الحالة التي فيها، وبالتالي سيواصل المسيرة الناجحة في الدوري حيث لعب خمس مباريات لم يخسر منها شيئًا وهو الآن يحتل المرتبة الرابعة، وسيدفع بالمشكلات إلى ملعب النصر الذي سيعمل جاهدًا على الفوز باللقاء ليعزّز مسيرته في الدوري ويمنح مشجعيه مساحة من الأمل في المنافسة على اللقب في ظِل تعثر الاتحاد في أكثر من مباراة (بالتعادلات) وفوق ذلك تعميق الجراح لدى الجار اللدود وعدم منحه فرصة لالتقاط الأنفاس على حسابه، وبين هذا وذاك ستدور عجلة المباراة الموكلة قيادتها إلى طاقم تحكيم فرنسي. الجوانب التكتيكية من الواضح أن الجهاز الفني لفريق الهلال سيلعب بطريقة 4،2،2،1،1 رغم غياب ياسر القحطاني عن التشكيلة جرّاء الإصابة، حيث سيكون عيسى المحياني ووليد الجيزاني في المقدمة وربّما يستغنى المدرب عن الجيزاني وإُشراك نيفيز بجوار المحياني بحيث يكون وليد ورقة بيده للشوط الثاني، وإشراك نواف العابد من بداية المباراة لاسيّما وأن مستوى محمد الشلهوب متراجع بعض الشيء مع بقاء احتفاظ كل اللاعبين بمواقعهم، وسيلعب المدرب النصراوي المباراة بطريقة 4،5،1 في محاولة للسيطرة على منطقة المناورات التي تمثل الثقل الحقيقي للفريق الهلالي وسينحصر التغيير في خارطة الفريق على دخول جوناثان بيتري للعب بجوار محمد عيد في قلب الدفاع لإصابة عبده برناوي وحسين عبدالغني في الجهة اليسرى في ثاني مباراة يلعبها مع الفريق هذا الموسم، وسيكون سعد الحارثي أساسيًا في ظل عدم جاهزية محمد السهلاوي بصورة تامة، حيث سيراهن في هذه المباراة على أوراق الخبرة المتمثلة في الحارثي، عبدالغني، الدوخي، واستثمار قدرات الأخيرين على الاسناد الهجومي للضغط على الفريق المقابل ومنع ظهيريه وحتى صُنّاع لعبه من التقدم كثيرًا لمساندة الهجوم مما سيجعل المعركة على طرفي الملعب مشتعلة طيلة وقت المباراة حيث ستكون المراهنة على الانطلاقة منهما. الفريقان يمكن القول أن الحراسة لدى الفريقين جيدة جدًا مع استعادة حسن العتيبي للثقة بالنفس والمستوى، واكتساب عبدالله العنزى للخبرة التي تُعد أهم عامل في نجاح أي حارس، وفي الدفاع سيلعب الهلال بالرباعي المكون من لي يونج، أسامه هوساوي، ماجد المرشدي، عبدالله الزوري وربّما يلعب محمد نامي بدلًا من الكوري الذي يواجه غضبًا شديدًا من الجماهير الهلالية جرّاء تصرفه الأرعن أمام الفريق الإيراني، وللنصر يلعب احمد الدوخي، محمد عيد، جوناثان بيتري، حسين عبدالغني وهو أفضل رباعي للنصر حيث يتمتع بالخبرة في التعامل مع المباريات الكبيرة، وربما يتفوق على رباعي الهلال، لكن قدرته ستُكتشف في هذه المباراة بمواجهته لهجوم الهلال المدعوم من وسطه وظهيري الجنب، مثلما حال الدفاع الهلالي الذي سيكون تحت ضغط نفسي كبير نتيجة تسببه في خسارة الفريق للمباراة الماضية وخوفه من تكرار الخطأ أمام هجوم النصر الذي سيجد معه أظهرة فاعلة وشيئًا من الجهد لدى لاعبي الوسط، وفي الوسط الهلالي يتواجد رادوي الورقة الأساسية في الفريق ومعه عبداللطيف الغنام، ويلهامسون، نواف العابد، ونيفيز الذي سيوزع جهده بين الوسط والهجوم بحيث يكون مهاجمًا متاخرًا، ولدى هذا الخماسي القدرة على فرض أسلوب فريقهم اذا ما لعبوا بمستواهم الحقيقي. وفي النصر يلعب ابراهيم غالب النجم الواعد في منطقة المحور ومعه رزفان أو عبدالملك الخيبري وفيجاروا، عبدالرحمن القحطاني في المقدمة وشكّل القحطاني بانضمامه للفريق ورقة رابحة جدًا في الجهة اليسرى مما مكّن المدرب من نقل فيجاروا للجهة اليمنى، واذا ما لعب بأحمد عباس كلاعب خامس فستكون مهمة وسط الهلال صعبة جدًا على المناورة، حيث سيكتفي المدرب النصراوي بسعد الحارثي وحيدًا في خط المقدمة على الأقل في الشوط الأول وربما يُبقيه للشوط الثاني واستغلال سرعة ولياقة ريان بلال وإشراكه من الشوط الأول لإرهاق دفاع الهلال في موقعة ذهبت فيها التوقعات إلى اقصى مدى. الخلاصة أن لكل مباراة ظروفها بين الفريقين حيث علّمتنا التجارب السابقة أن الحسابات المبكرة على نيتجة المباراة أمر مرفوض لما يقدمه اللاعبون من أداء ينسون فيه كل شيء سابق ويقدمون أفضل ما لديهم في المواجهة التقليدية فيتحول فيه الضغف إلى قوة وتأتي النتائح معاكسة للتوقعات، فعلى المفرطون في التفاؤل من الجانب النصراوي أن يحذروا من ذلك فأمامهم الهلال، وعلى المتشائمين من الهلاليين أن يتذكروا أن فريقهم يُقابل النصر وأنه لن يرضى بالخسارة بغضّ النظر عمّا حدث في الأيام الماضية.