· كنت أتوقع أن تتبنى وزارة التربية والتعليم تشجيع المعلمات والمعلمين ومنحهم المزيد من الحوافز والمزايا بهدف أداء المهمة بروح معنوياتها مرتفعة بدلا من تكريس الجهود على العقاب الذي أراه أنا لا داعي له البتة وذلك من خلال معايشتي الحقيقية لبعض من النساء العاملات في مهنة التعليم وبعض من المعلمين المحبطين جدا والذين يعيشون متاعبهم مع المهنة التي لا تنتهي بنهاية اليوم الدراسي بل تظل تلاحقهم وتطاردهم حتى في منازلهم من خلال الاستعداد والتحضير للدروس اليومية ومن خلال تجهيز الكشوفات وترتيب الكثير من الأمور وشراء وسائل الإيضاح وإعدادها لكي تمكن الطالبة أو الطالب من استيعاب الدروس وكل هذا على حسابهم الخاص وبدلا من أن يجدوا الثواب يجدون العقاب، أليست هذه هي الحقيقة المرة التي يعيشها الواقع التعليمي؟؟ · وكنت أتوقع أن تتبنى وزارة التربية والتعليم أمورًا أكثر أهمية من العقاب لأنها ببساطة تعرف تمامًا أن لا مزايا للمعلمة أو المعلم الذين هم أهم أدوات النمو في الوطن خاصة حين يلحظون غيرهم من العاملين في الشركات والمؤسسات الحكومية وهم يجنون ثمار التعب ويحصلون على مزايا كثيرة كميزة العلاج المجاني وبدلات أخرى كبدل السكن والسفر المجاني والانتدابات والعمل الإضافي بينما هم لا يجدون سوى التعب فقط ويا ليتهم يسلمون من العقوبات التي أراها تصلهم بأسلوب منفر والتي آخرها كان في عدد هذه الجريدة رقم 17344 بتاريخ 10 ذي القعدة في خبر يتضمن ( تبني وزارة التربية والتعليم برنامجًا يهدف للحد من تغيب المعلمات والمعلمين تصل أقصى عقوباته إلى الحسم 7 درجات من بند المحافظة على الدوام فيما يتم حسم درجة واحدة عن كل يوم غياب دون عذر) وحسبي أقول يا سادتي المسؤولين في وزارة التربية والتعليم انزلوا للأرض وعيشوا واقع المعلمات والمعلمين نعم عيشوه معهم في الفصول غير المهيأة إطلاقا لتكون بيئة مثالية للعملية التعليمية، عيشوه معهم وطموحاتهم تموت يوميا وهم يعرقون ويجفون من الحر في فصولهم، عيشوه معهم وأحلامهم تبدأ بمعلم وتنتهي بمعلم، عيشوه معهم في مقارنة بسيطة للمعلم الذي يعمل في أمريكا وفي اليابان وفي الصين وفي بلدان إمكانياتها أقل بكثير من إمكانياتنا فربما تتحول قرارات العقاب إلى قرارات رعاية وعناية ومعالجة لعملية الإحباط الذي يعيشونه بكل مراراته أقول ربما. · خاتمة الهمزة ....يقول اندريه جيد إن أجمل الأشياء التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل، هذه خاتمتي ودمتم h_wssl @hotmail.com