عَليكِ سلام الله يَصعَد يا أُمّي إلى السِدْرةِ العصماءِ والمنزلِ الفَخمِ فإنّك في الدارين زوجةُ أحمدٍ فما شكَّ في هذا سوى السافِل القَزْمِ برغم العُتاةِ الحمر من كل أرعنٍ ومَن لبسوا سود الطيالسِ في (قُمِّ) أقول لشيطانٍ تقيّأ حِقدَه وسال على أسنانه نَاطِفُ السُمِّ تَناولتَ بالبهتان أفقَ عَفافِها فَخرَّتْ عليك الشُهبُ تقذفُ بالرَجْمِ لِتهوِي إلى وادٍ سحيقٍ من اللّظى تَصيحُ عليك الجِنُّ خالعةَ اللُثْمِ وتُسحبُ فوق الجمرِ عُربانَ ضارعًا أجلْ هذا عِقاب المفْتَرينَ على الأُمِّ ومَن كانت الأحقادُ خبزَ طعامه يَنامُ على ذُعْرٍ ويصحو على الغَمِّ وإنك إذ حَاولتَ شَتْمَ نَعالِها كسكرانَ مدَّ الأصبعين إلى النَّجمِ أبنتَ أبي بكر وزوجةَ أحمدٍ رسول إلهِ الكون للعُرب والعُجْمِ أجل إنه (الاتْقَى) رفيقُ محمَّدٍ وإنك (لَلْأشقَى) الذي باء بالإثمِ مَسَستَ بِفُحش القولِ عِرض مُحمّدٍ تَعستَ وقد طَاشت سِهامُك إذ تَرْمِ تَخِرُ الجبالُ الشُمُّ خوفًا ورهبةً إذا مُسَّ عِرضُ المرسَلين أُولِى العَزْمِ تَزوّدتَ للأخرى بشرِّ مَزادةٍ وأنتَ على الأُولى مُصِرٌّ على الجُرْمِ وما كُنتَ ذا عقلٍ ولا أنتَ دَيِّنٌ فلم يبقَ إلا إن تُساقَ مع البَهْمِ على أنّ للبهم البَرئ وداعةً أخافُ عليها مِنكَ بادرةَ الشُؤْمِ وحُكمك ما قال المبجَلُ (مالك) وصدّقَهُ الحزمى حكمًا على الحُكمِ (1) وما أعظم الشيخان علمًا وعفَّةً جبلان من فقهٍ غزيرٍ ومن فَهْمِ تمنيتُ لو أنّي أُنفّذُ حكمهم ولكنما الستين تقدح في عزمِ فَمَن لي بصنديدٍ قويٍ فُؤادُهُ يُريني دَمَ الخنزير يُخلطُ باللّحمِ هُناك أناجيه بكل خريدةٍ وأنثر أزهاري على المسلمِ الشَّهْمِ --------------- (1) انظر الجزء الحادي عشر من كتاب المحلى لابن حزم، مسألة رقم (2308) تحقيق أحمد شاكر