العيسى: مكافآت المبتعثين “مجزية” ولن يتم زيادتها.. ولا نملك عصا سحرية ل “ضرب المستهترين”

نفى الملحق السعودي في واشنطن الدكتور محمد العيسى وجود نية مستقبلية لزيادة مكافآت الطلاب المبتعثين في الولايات المتحدة الذين يقدر عددهم ب 30 ألفا يدرسون في 1200 جامعة ، مؤكدا ان المكافآت الحالية “مجزية جدا” علاوة على التأمين الطبي الذي يغطي علاج الطالب بما يصل الى المليون ريال . وقال في حوار خاص ل “المدينة” من مكتبه في واشنطن ان الملحقية لا تملك عصا سحرية لضرب الطلبة المستهترين ، مشيرا الى انه يتم مراقبة الطلبة مراقبة دقيقة ومن يثبت قصوره واستهتاره يعاد الى المملكة . واضاف انه تم الحاق نحو 4 آلاف طالب وطالبة يدرسون على حسابهم الخاص الى البعثة ويتبقى فقط 200 طالب ملفاتهم بها نواقص ، مؤكدا انه سيتم توظيف خريجي البعثات المميزين في الملحقية حسب الاحتياج ان كانوا يرغبون العمل في الولايات المتحدة . واشار العيسى الى انه يمكن التمديد لطالب البكالوريوس بعد 5 سنوات لمدة تزيد عن 6 شهور اذا قدم ما يثبت ان تأخيره كان بسبب ظروف قهرية . واعترف بتعرض مبتعثين سعوديين لابتزاز بعض المعاهد التي يحصلون على “التوفل” منها ، مؤكدا انه لا يستطيع ضبط كل معهد ومراقبته . ونفى ان يتم قطع مكافأة الطالب دون انذار مشيرا الى انه اذا انخفض معدل الطالب الى اقل من 2 من 4 يتم اشعاره بضرورة تحسين مستواه وإذا لم يتم يرسل الانذار الثاني في الفصل الذي يليه . ويتم قطع المكافأة اذا لم يستجب . واضاف ان نسبة الطالبات تصل الى 35 % من عدد المبتعثين وأنهن من أفضل الطالبات مستوى وتحصيلا وخلقا لدرجة انه تم اختيار 4 منهن لرئاسة 4 اندية طلابية .
وفيما يلي نص الحوار :
** كم وصل عدد الطلاب السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة حاليا.. وكم تقدرون عدد الدارسين على حسابهم الخاص؟
* تجاوز العدد حاليا الثلاثين ألف مبتعث، من غير المرافقين، ينتشرون في أكثر من 1200 جامعة معتمدة من الملحقية من بين اكثر من 4 آلاف جامعة في الولايات المتحدة، وطلبتنا ولله الحمد موجودون في 49 ولاية من الولايات الخمسين، والولاية الوحيدة التي لا يوجد بها طلبة سعوديون مبتعثون هي ولاية الاسكا.. اما بالنسبة لعدد الطلبة السعوديين الدارسين على حسابهم الخاص في الولايات المتحدة فقد كان يصل عددهم تقريبا الى حوالى اربعة آلاف طالب قبل ان يتفضل خادم الحرمين الشريفين بقراره الاخير بالحاقهم جميعا بالبعثات.
** ولكن بعض الطلبة يشتكون من عدم الحاقهم حتى الان.. فهل هناك شروط للالحاق لم تنطبق عليهم.. ام ان الحاقهم مسألة وقت ليس الا؟
* من يشتكون .. هم من توجد في ملفاتهم نواقص، واذا ما اكملوها فسيتم الحاقهم فورا، وتوجيه خادم الحرمين واضح وصريح ولا يحتمل أي تلاعب، والبرنامج حقيقة فريد ومتميز ويسجل لسيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وفي كل زيارة يتفضل رعاه الله بمكرمة جديدة، وفي آخر زيارة أمر بالحاق جميع الطلبة الدارسين على حسابهم الخاص بالبعثات، وبحمد الله الحقنا حوالى اربعة آلاف طالب وطالبة وكنا نواصل العمل ليل نهار، مما ولّد ضغطا كبيرا على الملحقية حتى أننا فرّغنا بعض الموظفين للعمل خارج ساعات الدوام وفي الاجازات الاسبوعية.. ولم يتبق حاليا سوى ما يقارب 200 طالب ملفاتهم بها نواقص، ومتى ما اكتملت هذه النواقص سيتم الحاقهم.
توظيف خريجي البعثات
** في حال زيادة عدد الطلاب المبتعثين مستقبلا.. الا ترون ان عدد الموظفين في الملحقية لا يكفي.. وهل تتضمن خطتكم توظيف عدد من خريجي البعثات؟
* للمعلومية بعد حوالى ستة اشهر من الان سيتغيّر الوضع تماما في الملحقية، فالمقر نفسه سينتقل من واشنطن الى ولاية فرجينيا حيث سننتقل الى مبنى نموذجي متكامل، ليستوعب المزيد من الموظفين والمزيد من التعاملات كون عدد الطلبة سيزيد، اذ اتوقع ان نصل في ظرف سنتين الى ثلاث سنوات الى 50 الف مبتعث . اما بخصوص توظيف الخريجين فحسب الاحتياج وحسب التميز لكل طالب، ولو انني ارى ان بلادنا أولى بهم منا، الا اذا كان يرغب العمل في الولايات المتحدة.
** رغم اعتمادكم بشكل كبير على التعامل الالكتروني مع الطلبة.. الا ان الطلبة يشتكون من ان العمل الروتيني لا يزال موجودا.. مما يكبد بعضهم عناء السفر من ولاياتهم الى العاصمة واشنطن.. فمتى تتوقع الوصول الى التعامل الالكتروني بالكامل؟
* صدقني ليس ثمة حاجة لحضور الطالب الى واشنطن، فالتعامل الالكتروني يسير بشكل ممتاز، ولكن بعض الطلبة يصرون على الحضور خاصة اذا لم نحقق له ما يريد مثل تغيير التخصص او تغيير الجامعة، اذ نسمح له في حدود المتاح، ولكن عندما نرسل له الايميل بعدم الموافقة، يحضر بنفسه ويسبب ازدحاما لا مبرر له في العمل، وفي الغالب يعود من حيث أتى بلا نتيجة، كما ان الاتصال ايضا بالملحقية لا ضرورة له، لان الايميل يكفي، ورغم ذلك خصصنا اجهزة متقدمة لتسجيل كل مكالمة، واذا ثبت ان الطالب اتصل ولم يرد عليه، فليأت مباشرة الى مكتبي ويحدد موعد وتاريخ المكالمة وسننصفه في حينها.
ضيق فترة الابتعاث
** الكثير من الطلبة يعانون من ضيق فترة الابتعاث والمحددة بخمس سنوات للبكالوريوس.. كون سنة ونصف منها تذهب في دراسة اللغة.. مما يعني اكمال الطالب لدراسته على حسابه الخاص.. والتمديد له لن يتجاوز 6 اشهر في غالب الاحوال.. فهل من علاج لهذه المشكلة ؟
* صدقني .. خمس سنوات تكفي لتخرج طالب البكالوريوس، ولو احتاج الطالب الى تمديد سنمدد له اكثر من ستة اشهر شريطة ان يقدم لنا ما يثبت ان تأخيره لظروف قهرية، ومستعد شخصيا للتمديد حتى اكثر من سنة، فمثلما تكفل البرنامج بخمس سنوات فلن يعجز عن سنة اضافية، فالاهم لدينا هو ان يتخرج الطالب ويخدم بلاده، وليس من مصلحتنا ان يتعثر او يتضرر او يعود الى بلاده بخفي حنين.. اما بخصوص اللغة فنصيحتي لاي طالب يدرس اللغة ان يدخل في كل فصل دراسي اختبار التوفل، واذا كان مستواه جيدا فقد يختصر على نفسه المشوار، حيث ان الملحقية ستتكفل برسوم التوفل (اعتقد انها 180 دولارا)، ولكن للاسف بعض الطلبة يؤجل التوفل الى النهاية، اما خوفا منه او انه لا يريد الدفع، وهذا خطأ فدخول التوفل يعود الطالب عليه ويزيل عنه الرهبة، وقد يختصر عليه عدة اشهر من بعثته.. كما انه قد يحصل على التوفل من المملكة قبل حضوره ولو احضر منها التوفل فسيدخل الى الجامعات مباشرة.
ابتزاز للطلاب
** ايضا ومن خلال استفساراتي من الطلبة.. وجدت ان بعضهم يعاني من ابتزاز المعاهد لهم لتمديد فترات الدراسة فيها للكسب المادي.. فهل هناك جولات للتأكد من جودة اداء هذه المعاهد؟
* اعترف ان هناك ابتزازا من بعض المعاهد، ولكن لا نستطيع ضبط كل معهد ومراقبته، ونتمنى من الطلبة مساعدتنا في ذلك الجانب بأن يدخلوا اختبارات التوفل كما قلت لك في كل فصل وفيما لو كان مواظبا ومجتهدا، فلن يقف المعهد في طريقه، وباستطاعته مخاطبتنا فيما لو ثبت عليه أي اجحاف.
** عدد آخر من الطلبة وجدت انهم يدرسون في الجامعات ولغتهم لا تزال دون المستوى.. فهل هناك رقابة على المعاهد للتأكد من سلامة وجودة مخرجاتها؟
* عدد المعاهد والجامعات في امريكا ضخم جدا ولا يمكن كما قلت لك السيطرة عليها جميعا، وعلى كل طالب ان يخدم نفسه بنفسه، لان الجامعات في النهاية لا يهمها سوى الكسب المادي، ولا يهمها الطالب السعودي، فهي تتعامل مع مختلف الجنسيات، واذا دخل الطالب الجامعة ولغته ضعيفة فسيتعثر ويجد صعوبات كثيرة، وعموما اوجدنا على الموقع الالكتروني للملحقية برنامجا تعريفيا قبل السفر من السعودية، يوجه الطالب الى ما يجب عليه فعله قبل السفر وعند الحضور وكيف يتقدم الى البعثة وكيف يختار الجامعة او المعهد اضافة الى شرح لاغلب قوانين وانظمة الولايات المتحدة.
** ايضا يقول الطلاب وانا هنا انقل مشاكلهم، ان الملحقية عندما تقطع مكافأة الطالب لاي سبب من الاسباب لا تشعره قبلها بانذارات لكي يحسن وضعه ويتجاوز الايقاف، كما انهم يستغربون ايقاف مكافأة المرافقين، مما يضعهم في مآزق مع عائلاتهم.
* اتحدى أي طالب ان يثبت اننا لا نرسل له انذارات، فاذا انخفض معدل الطالب الى اقل من 2 من 4 نشعره في المرة الاولى بضرورة تحسينه، واذا لم يحسنه الفصل الذي يليه نرسل له انذارا ثانيا، واذا لم يتحسن نوقف مكافأته، لان المكافأة تدفع للطالب المنتظم بالدراسة وشرط استمرار المكافأة الاستمرار في الدراسة، وعندما نقطعها سيجتهد ويبذل كل جهد لتجاوز الايقاف، واذا حدث وتحسن المعدل في لحظات نعيد له المكافأة، اما بخصوص مكافأة العائلة فلا نستطيع فصلها عن مكافأة الطالب، ثم ان الطالب الذي يخفق قد يواصل الاخفاق فيما لو استمرت مكافأة عائلته، فالهدف من الايقاف حثه على بذل كل جهد من اجل ان يعود الى بلاده مرفوع الرأس.. وهؤلاء الثلاثين الف طالب لا نهتم بهم ليتخرجوا كطلبة فقط.. بل نعدهم ليكونوا خير سفراء لبلادهم في مختلف المجالات.
لا رد على الايميلات
** يشتكي الطلبة ايضا من عدم الرد على ايميلاتهم وهواتفهم بالسرعة المطلوبة، مما يضطرهم للسفر الى الملحقية لانهاء مشاكلهم، فماذا تقول حول هذه المشكلة؟
* ليس صحيحا هذا الادعاء.. من اثبت لي من الطلبة انه ارسل ايميلا ولم يرد عليه، فأنا كفيل بانصافه، اما المكالمات فكما قلت لك مسجلة ومن السهل العثور عليها.. واكرر مرة أخرى انه لا ضرورة لحضور الطلبة إلى واشنطن الا في حالات نادرة جدا، قد تستوجب حضوره اذا طلب منه الحضور.
** يشتكي عدد من الطلبة من منعهم من دراسة الماجستير لمجرد انه تم التمديد لهم في البكالوريوس، بحجة انهم غير جادين، ودون مساءلتهم ومعرفة ظروفهم الحقيقية، فهل هذا واقع، وهل هناك شروط معينة لا بد ان تتوفر في الطالب الراغب في دراسة الماجستير والدكتوراه؟
* من يرغب ترقية بعثته ويدرس الماجستير او الدكتوراه، لا نطلب منه سوى معدل 2,75 من 4 ، وان يكون تخصصه امتدادا لتخصصه في البكالوريوس وان يحضر قبولا اكاديميا غير مشروط من جامعة معتمدة لدينا.. ولا يمكن ان نمنعه من اكمال دراسته اذا احضر كل هذه المتطلبات، وبالطبع لن يستطيع الوفاء بها اذا كان متلاعبا.. ومثلما نسمح له بالتمديد في البكالوريوس لو اثبت ما يؤكد ان تمديده ناتج عن ظروف مرضية او اسرية او أي عذر مقبول، سنسمح له بترقية بعثته.. فليس من المنطقي ابدا ان يمنع من اكمال دراساته العليا، فنحن في النهاية لم نوجد إلا لخدمة الطلبة ومساعدتهم على تحصيل افضل العلوم لخدمة بلادهم.
** يتساءل الطلبة عن الدور الحقيقي للاندية الطلابية ويطالبون باعطائها الصلاحيات الكاملة لحل كافة مشاكلهم مع الملحقية، كونها الاعرف بكل طالب وما يمر به من ظروف، ويقولون ان الاندية في مختلف الولايات مجرد ديكور ليس الا؟؟
* مخطئ من يقول إنها مجرد ديكور.. فعددها يتزايد ووصل حاليا الى 130 ناديا في مختلف الولايات، تحصل على دعم كامل من الملحقية ومن بعض الجامعات، واتذكر ان ناديا سعوديا نظم مؤتمرا للعلاقات السعودية الامريكية ودعا اليه عددا كبيرا من الشخصيات، فقدمنا له من جهتنا دعما ب 20 الف دولار، وقدمت له الجامعة نفسها 20 الف دولار اخرى، والاندية جزء من اتحاد الطلبة، وتستفيد من الجامعات في امور كثيرة، ونحن من جهتنا نسلم دعمنا للجامعات وهي بدورها تدعم الاندية من اجل منع التلاعبات والشكوك.. اما قولك حول منح الاندية صلاحيات الاشراف على بقية الطلبة وتعاملهم مع الملحقية، فأنا ضد هذه الفكرة تماما لسببين، الاول اننا نريد ان نفرغ الطالب عضو النادي للدراسة تماما بدل الانشغال بأمور طلبة اخرين، والسبب الثاني ان منح الصلاحيات لطلبة على زملائهم قد تخلق حساسيات ومشاكل نحن في غنى عنها.
نسبة المبتعثات السعوديات
** كم تصل نسبة المبتعثات السعوديات في الولايات المتحدة؟
* تصل نسبة الطالبات الى 35%.. وبحمد الله طالباتنا من افضل الطالبات مستوى وتحصيلا وخُلقا، لدرجة انه تم اختيار اربع منهن لرئاسة اربعة اندية طلابية.
** مع غلاء المعيشة وتكاليفها الباهظة في الولايات المتحدة.. هل هناك نية لزيادة المكافآت، على غرار ما حدث للطلبة الدارسين في بريطانيا؟
* مكافأة الطالب السعودي المبتعث ثابتة في مختلف الدول اذا ما تمت معادلتها بالريال السعودي، وقد تمت زيادات متعددة في المكافآت آخرها 50 في المائة، ولا اعتقد ان هناك زيادات مستقبلية، فمكافأة الطالب الحالية مجزية جدا.. علاوة على التأمين الطبي الذي يخول الطالب للعلاج في أي مكان في العالم وفي أي مستشفى، ويغطي علاج كل طالب بما يصل الى المليون ريال سنويا، هذا غير المرافقين، والملحقية تعرف ان بعض الطلبة والطالبات يختارون مرافقين لديهم امراض صعبة ومع ذلك نغطيها بدون أي مشاكل، لدرجة اننا في العام الماضي غطينا تكاليف 14 عملية لزراعة الكبد تكلفة العملية الواحدة منها تقارب 400 الف دولار.. وفي هذا الصدد نطالب الطلبة بالتعاون معنا في موضوع التأمين، فالبعض هداهم الله يذهبون الى المستشفيات بلا مبرر، مما يجعل الشركة ترفع علينا التكلفة، فمثلا بدلا من ان تذهب الى الطوارئ لأمر بسيط، اجل زيارتك الى الغد لتزور الطبيب المتخصص، لان تكلفة طبيب الطوارئ 500 دولار بينما تكلفة الطبيب العام او الاخصائي 100 دولار فقط، مما اضطر شركة التأمين لفرض رسوم قدرها 50 دولارا على كل زيارة للطبيب غير طارئة.
** في نهاية هذا الحوار.. ما ابرز المشاكل التي تواجهكم من الطلبة؟
** لا تؤرقنا مشكلة مثل مشكلة التقصير الدراسي.. ولكن ولله الحمد نسبة الطلبة المقصرين قليلة جدا، قياسا بالعدد الكبير الموجود في الولايات المتحدة، وكل ما نطالب به الطلبة هو الجد والاجتهاد فقط، ونحن سندعمهم بكل ما نستطيع.. واتذكر ان بعض الاعلاميين السعوديين وبعض الكتاب انتقدوا برنامج الابتعاث وقالوا ان الطلبة يعودون الى بلادهم بعادات سيئة وغير ذلك من الاقاويل، واحب الرد عليهم بأننا نراقب الطالب مراقبة دقيقة ومن يثبت قصوره واستهتاره يعاد الى المملكة، فنحن لا نملك عليه سلطة، وكل سلطتنا في البعثة فقط، اما سلوكياته فقد تكون ملاصقة له من صغره ومن تربيته، وعموما لو قصر طالب او اثنان او ثلاثة فليس ذلك يعني ان اكثر من 30 ألف طالب مقصرون.