صدر عن دار البدراني في الرياض كتابان جديدان للباحث والمؤرخ المعروف فايز بن موسى البدراني الحربي الأول بعنوان: خواطر بين الذات والوطن، وهو كتاب أنيق يقع في 252 صفحة ويضم عددًا من المقالات والخواطر الشخصية التي كتبها المؤلف ونشرها على حلقات في زاويته السابقة في جريدة الجزيرة، وعنوانها: “أهيب بقومي” 52 مقالًا تدور مواضيعها حول الخواطر الذاتية، والخواطر أو الهموم المتعلقة بالمجتمع والوطن، وعن ذلك يقول المؤلف في المقدمة: “إن القلم سيف يَسَّرَ اللهُ للكاتب حمله، وسهل توجيهه كيفما شاء، فطوبى لمن وجهه وجهة خيرة، فتلمس هموم مجتمعه، ومواجع أهله، وسلط الضوء على احتياجات الوطن وآمال المواطنين من غير تعريض بمسؤول، ودون تجريح بصاحب حاجة”. ويقول أيضًا: “إنه من يؤلمه كل ما يمس سمعة وطنه ابتداء من رمي عقب السيجارة على الأرض، وانتهاء بقطع إشارة المرور وإزهاق الأرواح، إنه الكاتب الذي يؤلمه تقصير الموظف الصغير كما يؤلمه تقصير القاضي والوزير”. انتهى كلامه. ومن خلال الاطلاع على مضمون الموضوعات التي تناولها المؤلف فانه يمكن تصنيف هذا الاصدار على أنه من كتب النقد الاجتماعي، كما يمكن أن يصنف ضمن الكتب الفكرية، إذ يتجلى من خلال فكر المؤلف ونظرته إلى الحياة وإلى المجتمع، وهذا بخلاف إصدارات المؤلف السابقة التي كانت تصنف على أنها كتب تاريخية توثيقية قدم فيها الباحث معلومات تاريخية مهمة ونادرة غير أنها قد لا تكشف عن فكره بصورة مباشرة. ومن أجل إعطاء فكرة عن مضمون الكتاب فانه يمكن اختيار بعض العناوين الواردة فيه ومنها: “متى نكون خير أمة؟” و“الوطنية الحفاظ على المنجزات” و“فيروس نقص الوطنية” و“ليتني استطيع الفرح” و“إثارة العصبية في المواقع القبلية” و“ماذا أعددنا لما بعد النفط؟” و“كيف السبيل إلى النهضة؟” و“خطر المواقع والقنوات الفضائية على الوحدة الوطنية”... إلخ. أما الكتاب الثاني فهو: “وقفات بين التاريخ والسياسة”، ويمثل القسم الثاني من السلسلة التي أسماها الكاتب “أهيب بقومي” ويقع كذلك في حوالي 250 صفحة، ويتناول الكتاب موضوعات الرصد النقدي التاريخي لكثير من الأوضاع السياسية والتاريخية لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وتظهر هذه المجموعة النزعة التاريخية عند المؤلف، وتتميز بعمق الطرح وعلميته لكون الكاتب باحثًا تاريخيًا، اشتهر في الأوساط البحثية بالمنهج التوثيقي الصارم.. وفي هذا الكتاب تبرز شخصية المؤلف كباحث وناقد تاريخي استفاد من تجربته الطويلة وقراءاته للمصادر التاريخية، فجاءت هذه المقالات لتمثل ثمرة خبرة المؤلف، ولتكشف عن سعة اطلاعه في مجال التاريخ المحلي المعاصر، وطرحه الجريء بشأن بعض المسلمات التاريخية، محاولة تصحيح المفاهيم السائدة حول عدد من القضايا السياسية. ويمكن إيضاح ذلك من خلال عدد من العناوين الداخلية لموضوعات الكتاب، التي بعضها يتناول مسائل تتعلق بمراجعة بعض جوانب الاختلال في تاريخنا المحلي ومن ذلك على سبيل المثال العناوين التالية: “الخرافة آفة” و“أعمارنا تحطم الأرقام القياسية” و“الحرب على يقولون” و“وثائقنا بين جهل الموظف وتخوف المسؤول” و“متى نتوقف عن نشر الأعمار الوهمية” و“العرب بين الحكاية والكتاب”. أما المواضيع ذات الصبغة السياسية، فمن أهمها: “خريف بوش والدولة الفلسطينية” و“الجامعة العربية بعد نصف قرن” و“ستون عامًا بعد النكبة” و“هل انهار حلم دولة اليهود” و“السلاح الغربي والكيل بمكيالين” و“جزرة الغرب من 48 إلى 2009م” و“مشاريع الإصلاح الغربي.. دروس لا نتعلم منها” و“فخري باشا.. بطولة طمستها دعاية الحلفاء”.