غرّد يا وطن ، وافرح يا بلد بالتزامن الجميل لإنجازات الرياضة السعودية .. الفارس عبدالله الشربتلي حقق إنجازا غير مسبوق ، فضية العالم في أعرق وأروع الرياضات ، إنها الفروسية الأصيلة، وبعد هذا الإنجاز الكبير جاء إنجاز آخر بتأهل منتخب الشباب لنهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه بعد مباراة تجلت فيها الروح السعودية وبمدرب وطني قدير جاء لينصف طابورا عريضا من المدربين الوطنيين. افرح يا وطن ، فما حدث ترجمة لما تلقاه الرياضة في المملكة من اهتمام ودعم من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين ، فمبروك من الأعماق للوالد القائد مليك الإنسانية والنبل والشهامة والفارس الأول ، ومبروك لسمو ولي عهده الأمين سلطان الخير ، ومبروك لسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز ، والتهنئة موصولة للقيادة الرياضية الرئيس العام ونائبه ، ومهما صار فلا يصح إلا الصحيح ، فالمجهودات لا بد أن تترجم ، وللمجد بقية. خطوات الفروسية السعودية واضحة وتمضي بثقة ، وانها جديرة بالثقة ، وكيف استطاعت أن ترسم ملامح المستقبل بصندوق ودعم وخطط وبرامج ، وهنا نقدم تهنئة خاصة للأمير فيصل بن عبدالله رئيس مجلس أمناء صندوق الفروسية التي عملت بإخلاص ، وبالمناسبة سموه ضيفا عزيزا على (المدينة) اليوم . وتهنئة اخرى للأمير تركي بن عبدالله رئيس صندوق الفروسية ، وقد نجحت الفروسية وهي تفرض نفسها وتجذب الأنظار ، فأصبحنا نتحدث عن الفروسية بالتفصيل ونتابعها بشغف ونتنقل مع الفرسان بين الرياضوجدة في سباقات نالت الإعجاب وتطير خلفهم الإنظار إلى كافة بقاع المعمورة. مكثنا أمام التلفاز إلى الفجر ونحن نتابع إبداع الفارس عبدالله الشربتلي وكيف خاض البطولة بتكتيك ومستوى تصاعدي من جولة لأخرى ، فمن الخامس إلى الثاني ،إنها الروح والثقة والقدرة والتمكن. إنجاز الفروسية محصلة طبيعية لعمل منظم وناجح ، والتهنئة لكل من ساهم في هذا الإنجاز ، وتهنئة كبرى بحجم الوطن. الصغار الكبار منتخب الشباب صغار في أعمارهم .. كبار في أفعالهم ، وكبار بروحهم وعزيمتهم وإصرارهم .. خسروا من المستضيف الصين في الافتتاح ثم عادوا بروحهم وثقتهم في انفسهم ليكسبوا تايلند وسوريا ، وتأخروا امام اوزبكستان بهدف وعاندتهم الكرة وضاعت الفرص واحدة تلو الأخرى ، ورددنا ( لو كان الحظ رجلا لقتلناه) ، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح ، فانتصرت روح الرجال وعزيمة الأبطال .. وسيخفق العلم السعودي في كولومبيا في إنجاز يؤكد العودة إلى الطريق الصحيح. ذكرت قبل فترة قصيرة أن الموهبة قد نضبت ولم يعد هناك اسماء واعدة فثبت لي العكس ، وكان رد الصغار قويا .. هتان باهبري وعلي عطيف ومعتز هوساوي ودغريري وياسر الفهمي وهناك من سقط سهوا .. هذه الأسماء الواعدة ينبغي ان تبقى توليفة متجانسة تبنى للمستقبل ، ويبقى معهم المدرب الوطني القدير خالد القروني برؤية لا تعترف بالنتائج الوقتية وإنما بناء للمستقبل ، فاليوم منتخب شاب وغدا منتخب أولمبي ، وفي المستقبل الأخضر الكبير . كم أنا سعيد بأن ينصف خالد القروني نفسه وينصف زملاءه من المدربين الوطنيين ، وأن ينتصر لمن راهن عليه وفي المقدمة القيادة الرياضية وجزء من الإعلاميين . ونحن هنا في (المدينة) تحدثنا في غير مرة عن المدربين الوطنيين وأكدنا على حتمية التفرقة بين المميز ومن (مع الخيل يا شقرا)، وأكدنا مرارا وتكرارا أن القروني من فئة المميزين. وهذا الحديث ليس وقتيا ولا يرتبط بالفوز ، فقد شاهدناه عندما كان مدربا لمنتخب الناشئين وكيف تنفل بين الأندية ولديه تكتيك واضح وهوية للفرق التي يشرف عليها. ننتظر ونأمل في كأس البطولة الآسيوية والأمل قائم ، والإنجاز تحقق بالتأهل ، وفي الختام مبروك، وقبلة للوطن مع كل انتصار واعتلاء قمة.