(1) آن لي اليوم أن أعترف كما اعترفت لك ذات لقاء أحاطته سيمفونيات الوله ودندنات روحينا في مساءاتنا المقمرة. (2) نعم آن لي اليوم أن اعترف.. فلتسمع الدنيا وليشهد الوجود أن الحياة بدونك يا رائعة الرائعات ِِونبراس الوفاء.. سراب من الوهم في صحارى الذاكرة.. ومسيرة حزن في أودية النار الموقودة ببقايا إنسان صار في بعده عنك سجينًا في أروقة الظلمة الأبدية. (3) نعم أعترف: أنك طائري الميمون المسافر دومًا في ضفاف العمر.. ألوذ به كلما أشهرت في وجه صبابتي سكاكين الغدر وانتهكت قدسيتي أزمنة اللاحب البشرية. (4) نعم أعترف: أنك من زاد الحياة بهاءً والورود عطرًا ومن سيَرت ألوية الحنان نحو ربيع العمر الممتد في أفق الضياء. (5) كم أبيت الليل أناجيك.. أستحضر مقامك.. كلما داهمني اليأس واعتراني الوجد. فبئس البقاء إن لم يكن بين يدي روحك الوضاءة كالضحى. ونعم الحياة إذا ما غلفتها ابتساماتك الماطرة وأينعتها أنفاسك المطرزة بالندى. (6) نعم أعترف: أن بغيابك تزيغ أبصار الفؤاد وتورق الأحزان في مداءات الروح فلا أنا أنا ولا الحياة حياة.. ألوك الحيرة ويطويني الألم. ألم يكن حبك من سوسن أيامي؟ وبث في شراييني أهازيج الفرح وأيقظني من سبات الضيم في دروب الضياع.