لست مع البعض في تصنيفهم للنقاد التشكيليين إلى ناقد محلي وناقد مقيم؛ فهذه النظرة الشخصية الموغلة في الإقليمية قد تبدو في ظل هذا الانفتاح العالمي الكبير الذي جاءت به (العولمة) قد تبدو غير مقبولة إطلاقًا، خاصة إذا علمنا أن العالم أصبح اليوم بفعل وسائل الاتصال والتقنية (متلاقح المعلومة)، وأصبحت الثقافة العالمية بكل روافدها حقًّا مشاعًا للكل، وقد تجد في بعض مواقع الإنترنت مثلاً كمًّا كبيرًا من الأعضاء بل والنقاد وغيرهم ممن يجمعهم موقع واحد، وهم جغرافيًا من أرجاء المعمورة! ولكن أن يأتي من يأتي ويتعامل مع الناقد وفق جغرافية المكان أو الوطن الأم؛ فهو ومع احترامي يفتقد للباقة وأصول المهنة، ثم إن المسار التشكيلي كغيره أيضًا من المسارات الأدبية والعطاءات الإبداعية الإنسانية يظل بحاجة إلى كل من يمتلك النقد الصادق وأدواته.. وبالتالي فإن ساحة الفن التشكيلي السعودي تحفل بالمتابعين والمهتمين والمختصين والنقاد التشكيليين أنفسهم “اللاعب الرئيس في المعادلة” بمن فيهم التشكيليون والنقاد المقيمون. والحقيقة التي لا تقبل الجدل أن وجود هؤلاء النخبة من الأشقاء بين ظهرانينا سواء كانوا تشكيليين أو نقادًا أو خلافهم ساهم بطريقة أو بأخرى في تلاقح العطاءات وإذكاء روح التجربة وتبادل الخبرة والمعلومة وبالتالي أيضًا فإن وجودهم هنا وهناك أضاف للساحة التشكيلية الشيء الكثير بما يملكونه من أدوات ووسائط فكرية وفلسفية وتقنية وفنية مكنتهم من الوصول إلى العمل نفسه وقراءته (وفصفصة) جزئياته وإدراك جوانب القوة والضعف ومناطق الجمال وغيره.. وبالتالي القدرة على طرح قراءات نقدية فنية واعية تساعد الفنان على الاستفادة منها في صياغة منجزاته في قوالب جديدة تتماشى مع العصر بكل معطياته.. صحيح أن البلد لا تخلو من (مدعي) النقد ومن بائعي التمر على (هجر) ممن لا ناقة لهم ولا جمل في الفن التشكيلي عدا صفصفة الحروف وفق سياق أدبي وفلسفي قريب ربما من كل شيء عدا الفن التشكيلي.. لكنهم قلة وأصبحت أوراقهم وأهدافهم مكشوفة!! بما جعل ثقة التشكيليين بهم أصبحت مهزوزة وبالتالي فهم قلة قليلة لا تؤثر وهذا لا يمنعني من الإشادة بالعديد من الأسماء الفاعلة في الساحة من الأشقاء المقيمين أمثال الدكتور أحمد عبدالكريم، والدكتور عبدالمجيد فضل، والأستاذ أحمد سماحة، والأستاذ هشام قنديل وغيرهم من أسماء لا تحضرني الآن والذين كانوا ولا يزالون لهم حضورهم الطويل والفاعل في تاريخ الحركة التشكيلية السعودية ومساهمتهم المتنوعة في هذا الحراك الجمالي بما جعل منهم مؤثرين ومتأثرين وفق معطيات جمالية وفنية وفلسفية وفكرية تنشد الجمال ولا غيره!! أما الدعوة إلى تحجيم أدوارهم أو التقليل منها فأعتقد أنها دعوة جاءت خارج النص. شكرًا لكم أنتم،،،