أمنية الإنسان الخليجي العربي المسلم كسب التحدي وتحقيق الحلم باستضافة بطولة نهائيات كأس العالم 2022م.. هذا الطموح الذي يعانق عنان السماء ويحمل في طياته الإصرار والعزيمة والتحدي من أبناء دولة صغيرة بكيانها، كبيرة بطموحها، وأعمالها، وإنجازاتها. نعم، محاولة جريئة تحسب لدولة قطر الشقيقة على طلب هذه الاستضافة للحدث العالمي الأكبر التي قد تساعد في لملمة الأوراق العربية المتناثرة على طاولة واحدة وفرصة كبيرة لتضميد الجراح ومراجعة الحسابات والعودة الحميدة إن شاء الله للصف العربي الواحد المتآخي. ومن خلال قراءتنا وتتبعنا للملف القطري وإطلاعنا على ما تشهده دولة قطر من تطور ملموس في جميع المجالات نجدها بكل صراحة وبكل وضوح وشفافية دولة مؤهلة وقادرة على استضافة وإنجاح هذه البطولة (كأس العالم)، وقدرتها على تجاوز الموروث الدائم في عالم كرة القدم، لأن هذه الدولة كبيرة بإمكانياتها، غنية بمواردها، تستطيع أن تحول الحلم إلى حقيقة وواقع يشهده العالم بأسره من خلال عزيمة أبنائها والتخطيط السليم والرؤية والأهداف الواضحة التي تمتلكها.. وللأمانة فقد عملت دولة قطر على هذا الملف منذ عشرين سنة ماضية بكل جد واجتهاد من إرسال الوفود لحضور مناسبات كأس العالم والدورات الأولمبية والقيام بدراسة التحضيرات والإعداد والاحتكاك بالدول المتطورة التي سبق لها التنظيم وكذلك الاستعانة بالخبراء والمختصين والمستشارين ومن لهم علاقة بكأس العالم. نعلم ويعلم الجميع أن دولة قطر ستخوض منافسة حامية وشرسة لتنظيم هذا المونديال العالمي حيث سينافسها كل من (اليابان، وكوريا الجنوبية، والمكسيك، والولايات المتحدة، وإنجلترا، وروسيا، وهولندا وبلجيكا “ملف مشترك”، واسبانيا والبرتغال “ملف مشترك”) ومعظم هذه الدول الكبرى نظمت بطولات لكأس العالم ودورات أولمبية سابقة. إذًا التحدي الكبير الذي تتبناه قطر ويقف وراء هذه الدولة جميع الدول الخليجية والعربية والإسلامية لإنجاح هذا الحلم، وإثبات - للعالم أجمع - أن الإنسان العربي قادر على مواكبة التطور وتنظيم مثل هذه البطولات العالمية على أحدث أساليب التكنولوجيا والتقنية المتطورة، وذلك ما أثبتته قطر من خلال احتضانها وتنظيمها لدورة الألعاب الأولمبية الآسيوية 2006م بجدارتها على التنظيم وتحقيق النجاح والإعجاب والثناء وقدرتها أيضًا على توفير بيئة آمنة ومستقرة للأحداث في جميع أنحاء العالم. وبمنظار إعلامي نشاهد أن المباراة الختامية لكأس العالم 2010م بجنوب أفريقيا والتي شاهدها عبر القنوات الفضائية والأقمار الصناعية 700 مليون مشاهد، وحضرها ما يقارب السبعين ألف متفرج في ملعب المباراة سوكر سيتي، سيبقى أثر هذه المباراة الختامية من ضمن النهائيات عالقًا في أذهان وعقول المشاهدين إلى الأبد، يرددون تاريخ الحدث واسم البطل والبلد المنظم المستفيد. ونجد من خلال هذا المنظور أن ذلك سيعود بالنفع الوفير على دولة قطر عندما تستضيف نهائيات كأس العالم أضعافًا مضاعفة سواءً من الناحية الاقتصادية، والتنموية، والاجتماعية، والثقافية، والإعلامية، لأن ما خصص لهذا الحدث من ميزانية كبيرة تفوق ما خصص في الدورات السابقة، لتأسيس البنية التحتية من منشآت رياضية وإقامة الملاعب العالمية على أحدث طراز وذلك باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية المستدامة واستخدام أنظمة التبريد المتطورة في جميع ملاعب المباريات، حيث سيكون بإمكان المشاهدين واللاعبين والإداريين التمتع بظروف مناخية مريحة وبدرجة حرارة لا تزيد على 27 درجة مئوية. ونرى لتحقيق هذا الهدف بعد زيارة لجنة كأس العالم لدولة قطر في الأيام الماضية والاطلاع على الملف القطري والاستعدادات والتجهيزات والضمانات التي وضعتها الحكومة القطرية لإنجاح هذا الحلم الذي يراود أبناء المجتمع الخليجي العربي المسلم أن يكون هناك تحرك على جميع الأصعدة وأن تكون هناك حملة إعلامية مدروسة مكثفة تبرز مكانة وقوة الملف القطري في جميع وسائل الإعلام المختلفة، وأن تستثمر الأحداث الرياضية والثقافية والاجتماعية العالمية في إبراز الإمكانات والاستعدادات والتجهيزات والخطط التنفيذية لهذا الحدث العالمي، كما نأمل دعم الاتحادات العربية والاتحاد الآسيوي للملف القطري من البداية حتى النهاية، ويجب ألا يرتادنا ذرة من الخوف من المنافسين من كبار الدول، حيث اننا نملك الطموح والإصرار والشجاعة على تحقيق هذا الحلم.