في هذه الجريدة وفي صفحتها الثامنة وعددها رقم 17335 بتاريخ 1 ذي القعدة 1431ه قرأت الجزء الأول من القضية المحيرة حقًا، وبخاصة حين تكون المشروعات على الورق وحين تنتهي الكوارث بكلام لا علاقة له البتة بخوف الناس ولا بالرعب الذي عاشوه في تجربة كانت من أسوأ التجارب التي مرت بأهل جدة، تلك التجربة السوداء التي قتلت الكثير من الأرواح، ودمرت الكثير من المنجزات في غضون ساعات؛ لتترك ذكرى مؤلمة في نفوس الصغار والكبار. وما كنت أظن أن الحكاية ستنتهي بتلك الصورة المؤسفة التي نقلتها لنا هذه الجريدة الحريصة على إطلاع من يهمه أمر جدة تفاصيل ما يحدث بدقة وبالصورة والأدلة الدامغة. المدينة تدق الأجراس كعادتها من خلال إحساسها بالناس الذين ينتظرون منها الوقوف معهم في كل ما يهمهم من الأمور الحياتية لا سيما والقضية مصيرية، وهي قضية موت تنتظر جدة لا سيما وموسم الأمطار على الأبواب ومشروعات مواجهة السيول في علم الغيب وأي غيب يكون في واقع مرسوم في صور اللامبالاة، في حفر عميقة وعبارات مغلقة والسادة أعضاء اللجان يلتقون في غرف أنيقة ومراسم احتفالية لاجتماع مهم ينتهي بمقولة اوسكار وايلد الذي قال: خلق الإنسان اللغة ليخفي بها مشاعره مع أن الحقيقة لا تحتاج إلى صيغ كلامية كاذبة قدر ما تحتاج لروح صادقة تؤمن أن مهمتها أكبر من الكلام وأكثر أهمية من كل المبررات؛ لأنه ببساطة وبمجرد النظر لتلك الصورة البارزة في الصفحة التاسعة لبقايا شارع تجاري بعرض 22م شمال حي المساعد تأتي إجابة كل الأسئلة الباردة، ذلك الشارع الذي لا يزال على وضعه منذ أحد عشر شهرًا وسؤالي هنا.. ماذا ينتظرون؟؟ هل ينتظرون كارثة جديدة تحل بسكان جدة؟؟ والسؤال الآخر كيف لنا أن نعرف من الذي يهمه حياتنا ومن يهمه مماتنا لأننا ببساطة لا نختار شيئًا مما يصيبنا أليست هذه مأساة حين يقدم لك الموت مسؤول عن حياتك والدليل ما نراه من اهتمام لا نظير له بحياة الناس الذين عاشوا تجربة الموت في ذات الحي من خلال القضية التي تقول.. إن لا حياة لمن تنادي!!! خاتمة الهمزة.... معالي الدكتور هاني أبو راس قال في حديثه إن أمانة جدة تنتظر إيداع 652 مليون ريال لمشروعات تطوير وحماية جدة من السيول وينتهي الحديث بأن لا شيء تم تنفيذه بينما توقعت مراصد روسية أن تشهد المملكة شتاء غير عادي وانخفاضًا في درجة الحرارة وأمطارًا غزيرة وسيولًا جارفة تضرب عددًا من المناطق خصوصًا منطقة مكةالمكرمة ويا أمان الخائفين أليست خاتمة كهذه هي خاتمة مخيفة!! هذه خاتمتي ودمتم. h_wssl @hotmail.com