من المتوقع أن ينتهي مجلس الشورى قريباً من دراسة نظام الرهن العقاري الذي ينتظره السعوديون بفارغ الصبر لما له من انعكاسات إيجابية على حياتهم وتحديداً من منسوبي الطبقة محدودة الدخل أو متوسطة الدخل ممن لا يقبضون أكثر من 7 آلاف ريال شهرياً. وتكمن أهمية هذا النظام أنه سيتيح الفرصة أمام الجميع لامتلاك مسكن بعد أن بينت كل الدراسات المختصة أن هذا الأمل كان من خاصية الميسورين فيما كان ممنوعاً على الفقراء حتى أن يحلموا بذلك. ويعود الفضل في ذلك إلى أولياء الأمر الذين يتابعون عن كثب شجون وشؤون المواطنين مسخرين من أجلهم كل إمكانيات الدولة وثرواتها وطاقاتها. وسبق للحكومة السعودية أن أقرت الخطة التنموية الخمسية الثامنة (2005 – 2009) والتي كان من المتوقع أن تنجز بناء مليون وحدة سكنية ولكن الخطة أخفقت في بناء 400 ألف وحدة سكنية الأمر الذي ترك انعكاساً سلبياً على المواطنين وعلى خطة النهوض الشاملة في البلاد من حيث إن الدراسات المختصة تفيد أن المملكة تحتاج إلى 1.3 مليون مسكن خلال العشر سنوات المقبلة، ولهذا جاء التفكير بإقرار منظومة التمويل العقاري المتوقع لها أن تحقق النتائج الإيجابية التالية: -إعطاء دور للقطاع الخاص في تنشيط القطاع العقاري بحيث قد تصل مساهمته إلى نحو 75 في المائة . -التقليل من حجم طلبات الإسكان المقدمة إلى صندوق التنمية العقارية الذي لديه الآن نحو 500 ألف طلب. -تحريك وتنشيط قطاع العقارات ليواكب النمو الحاصل في القطاعات الأخرى خاصة وأن معدلات الربح في القطاع العقاري قد تصل الى ما بين 7 و 9 في المائة. -توفير منازل لذوي الدخل المحدود. -تشجيع جيل الشباب على امتلاك الشقق السكنية بعد أن كان الاتجاه دائماً إلى امتلاك الفيلات. -إيجاد فرص استثمارية للمصارف والشركات المالية التي تتوافر لديها كميات كبيرة من السيولة. والأهم من ذلك كله أن الدولة كانت حريصة على إجراء دراسة متأنية لتفادي المخاطر التي قد تنجم عن الرهن العقاري بحيث تضمن للمشتري مشروعه كما تضمن للبائع حقه وذلك من خلال لوائح تنظيمية مفصلة سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء من إقرارها رسمياً خاصة وأن تداعيات الأزمة المالية العقارية التي حصلت في الولاياتالمتحدة الأميركية لا زالت ماثلة في أذهان المعنيين. ويبدو أن المصارف بدأت تستعد لمواكبة هذه الطفرة حيث خفضت فوائد القرض السكني إلى ما بين 3.25 و 4 في المائة فيما هناك توقعات بأن تنخفض الفوائد لاحقاً إلى ما بين 3 أو 2 في المائة. وبذلك بات متاحاً لكل محتاج أن يمتلك مسكناً. [email protected]