المخاض....كلمة نسمعها كثيرًا ونرددها، وهي تلك الحالة التي تشعر بها المرأة حين وضعها لجنينيها، المصحوبة بالصرخات والآهات الناتجة عن شدة الألم .... ولكن السؤال :هل هذا هو المخاض ؟ وهل ينتهي المخاض في حياتنا ؟ هل يقتصر المخاض فقط على حالة الأم وصرخاتها ؟؟؟ لا أظن، فالمخاض حالة عامة تصاحبنا في حياتنا اليومية، بل أصبحت متلازمة جنبًا لجنبٍ لواقع نعيش كل لحظاته بوجعٍ وصرخةِ مخاضٍ.... فحالات المخاض كثيرة وتبدأ منذ تشرع الحياة أبوابها لنخوضها بكل آلامها وأوجاعها وهي ترسم ملامح السير إلى طريق طويلة نسير بها عبر أوردتها .... إن أول صرخة حقيقية ترسم ملامحها عندما نبدأ باختيار ما سنؤول إليه في المستقبل باختيار دراستنا وما يناسب فكرنا والتعقيدات التي تطرح أمامنا من اختيارات أحيانًا تكون خارجة عن إرادتنا فيتحدد مصيرنا بصرخةِ مخاضٍ .. مخاضٌ مع القلم ...نتعذب كثيرًا عندما نمشي على صدر البوح والحرف للتعبير عن وجع الروح ، وقد نتذوق العذابات حين لا تأتينا الفكرة بسرعة. وإنما هي متفاوتة نلمحها من بعيد بعسر الزمن وعدم تحديد الوقت المناسب لانطلاقة الصرخة... فنتوجع قدما عندما لا تسعفنا الفكرة بنقش الكلمات في البياض لنكتب ما يريح هذه الصرخة.. ومخاضٌ مع أعمالنا اليومية وقهر الملامح ببوتقة لقمة العيش وما يصاحبها من وجع حينما نبتعد كثيرا عن أوطاننا لنؤمن لقمة العيش ونبدأ به حياة جديدة، فنعيش بغربة مع وجع المخاض.. ومخاضٌ حين نقرر أن نبدأ التعامل مع الأصدقاء والناس بصفة عامة، فنسائل أنفسنا هل سننجح في تلك العلاقات وتصبحُ علاقات صادقة نستعذب معها حلاوة السير نحو النجاح، أم أنها ستتحول رمادًا بعد درب شاق من الإحباطات؟ إذًا، كثيرة هي حالات المخاض حين تدق بعنفوان جوانب الحياة التي تبدأ معنا منذ الولادة بمراحل مختلفة تختلف من شخص لآخر وبصرخات متفاوتة تلازمنا منذ البدء وحتى النهاية. لمى الناصر - الرياض