وجدت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في افتتاح اللقاء الثالث لنادي مكة الثقافي الأدبي أمس الأول، وتوجيه سموه بتعريب الأسماء الأعجمية واللافتات وأسماء الشوارع والمرافق والمؤسسات في منطقة مكةالمكرمة، لقى هذا التوجيه صدى واسعًا في أوساط المثقفين وحضور اللقاء الثالث لنادي مكة الثقافي الأدبي، مرحبين بهذا التوجيه، ومطالبين بالأخذ به عربيًا، ليرتبط الإنسان بلغته ووطنه حفظا للهوية ودفاعا عن العربية في ظل ما تتعرض له من هجمات. حماية اللغة بداية تحدث الدكتور عبدالعزيز المانع (من جامعة الملك سعود ومشارك في اللقاء الثالث لنادي مكة الأدبي) قائلًا: توجيه سمو الأمير نظرة ثاقبة فيها تحمّل للمسؤولية الملقاة على عاتقنا في سبيل حماية اللغة العربية والحفاظ عليها لنتصدى لهذا الهجوم الذي تشنه عليها حملات هدمها ولا أجدر ولا أقدر على حمل هذه المسؤولية من سمو الأمير ومؤسسة الفكر العربي التي يرجو كل عربي أن تقوم هذه المؤسسة بتصويب كل ما هو أجنبي في الوطن العربي الكبير. عنونة عربية وقال الدكتور محمد التلاوي (من جامعة الحدود الشمالية وعميد كلية الآداب بجامعة المنيا بمصر): إن التعريب أولى به العرب وكان من المفترض بحس الانتماء الديني والوطني أن يتسابق العرب إلى عنونة عربية لنشاطاتهم التجارية والثقافية وغيرها، إلا أن تداخل الشركات الأجنبية وإغراءات كلماتها المتداولة قد أغرى البعض لاستعارة كلماتها، ووجد البعض فيها إعلانًا تجاريًا جاذبًا وكان قرار سمو الأمير خالد الفيصل استدراكًا لما ينبغي أن يكون من اعتزاز بلغتنا العربية وهو اعتزاز في الوقت نفسه بديننا ووطننا، وأتصور أن قرار التعريب هو قرار جبري أتمنى أن يكون التنفيذ بحجم حماس سمو الأمير لنرتفع معا إلى المستوى المطلوب لاحترام ذاتنا وتاريخنا وديننا وهو مظهر من مظاهر الاعتزاز بالهوية ينبغي أن نتشبث به في عصر عولمة يحاول اقتلاع الجذور الحصينة من الهويات القوية العربية الإسلامية. ظروف العمالة ويرى الدكتور عبدالكريم عوفي (من جامعة أم القرى) أن توجيه الأمير خالد الفيصل بشرى توحي أن ثمة نقلة نوعية ستحدث، وقال: أتمنى أن تعقب ذلك خطوة تصحيح لما هو عربي فصيح ومنحرف فأغلب الواجهات مكتوبة بعربية ممزوجة بالعامية والتركيب الذي فرضته ظروف العمالة، التي تشكّل تأثيرًا على اللغة العربية والفكر بعامة. وأضاف: هذا التداخل والخلط بين الفصيح والعامي يجب أن يلتفت له في دراسات الباحثين كظاهرة نجدها في كل بلد عربي. ريادة المملكة وأضاف الباحث علي العيدروس (أستاذ بجامعة أم القرى) أن هذه القضية جدًا هامة لأن هذه المسميات كلما عادت إلى اللغة العربية ارتبط الإنسان بوطنه وثقافته، وهذه لفتة جيدة حتى يرتبط الإنسان العامي بثقافته مع تصحيح ما يشاهد في الكثير من اللافتات من أخطاء إملائية وهذا التوجيه يأتي في سياق ريادة المملكة حاضنة الثقافة الإسلامية.