إشارة الى ما دوّنه سعادة الوالد/ عبدالله بن فراج الشريف بتاريخ الاثنين الموافق 18/10/1431ه بشأن عصمة نبينا محمد ( عليه الصلاة والسام) اقول ومن الله استمد التوفيق والعون:إن معتقد أهل السنة والجماعة في عصمة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) هو أنهم يفرقون بين ما كان منه (عليه الصلاة والسلام) قبل النبوة وما كان منه بعدها، فأما قبل النبوة فلا عصمة، وانما هذا قول طائفة من الرافضة، قالوا: إن الله لا يبعث نبياً إلى من كان مؤمناً قبل النبوة، فان هؤلاء توهّموا ان الذنوب تكون نقصاً وان تاب التائب منها، وهذا منشأ غلطهم - كما نقل شيخ الاسلام “رحمه الله “ - فمن ظن ان صاحب الذنب مع التوبة النصوح يكون ناقصاً فقد اخطأ خطأً عظيماً، فإن الذم والعقاب الذي يلحق أهل الذنوب لا يلحق التائب منه شيء اصلاً. أما فيما يتعلق بالعصمة في التبليغ فمذهب اهل السنة ان الانبياء (عليهم السلام) معصومون فيما يبلغون عن الله، بمعنى انهم لا يكذبون على الله ولا يتقوّلون عليه ما لم يقله. قال ابن تيمية:وهم - أي الانبياء - معصومون في تبليغ الرسالة باتفاق المسلمين، بحيث لا يجوز ان يستقر في ذلك شيء من الخطأ. وممن حكى الاجماع في ذلك من المتأخرين الامام الشوكاني”رحمه الله”. وفي عصمتهم من الكبائر وفحش الذنوب اتفاق، وقد ذكر شيخ الاسلام:ان هذا هو قول اكثر علماء الاسلام. اما الصغائر فانهم يجوزونها عليهم، ولكنهم يقولون: انهم يتوبون عنها، ولا يقرون عليها، بل يتداركها عليهم، قال ابن تيمية وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء انهم غير معصومين عن الاقرار على الصغائر ولا يقولون:انها لا تقع بحال. وهو رأي المعتزلة: فقد جوزه اكثرهم الامر الذي سار عليه الزمخشري ورأي الاشاعرة ايضا، فقد نقل الامدي تجويز ذلك عليهم، وذكر”تجوز عليهم عمداً عند اكثرهم. الا ان ما كان من قبيل صغائر الخسة فلا يجوز عليهم بحال، وقد نقل اجماع الاشاعرة في ذلك القاضي عياض، والرازي”رحمه الله” نقل اجماع المعتزلة كذلك. وكل ما قيل عنه (صلى الله عليه وسلم) فيما يختص بوقوع الصغائر او السهو والنسيان لا يتنافى مع كمال بشريته المقيدة (صلى الله عليه وسلم) وقد قال هو عن نفسه (عليه الصلاة والسلام): “انما انا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فاذا نسيت فذكروني” وعاتبه ربه جل وعلا في قصة أسارى بدر، وكذلك في قصة الاعمى، وقول الله جل وعلا (عبس وتولى...) الخ الآيات. هذا ما أحببت التنويه عنه فقط، لئلا يظن الظّان أن ما قاله والدنا “شرّف الله مقامه” الوالد عبدالله الشريف حقّ محض ويبقى آبن آدم معرّضا للخطأ كما هي سنة الله في خلقه هذا وصلى الله على المعصوم صلاة وسلاماً دائمين الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين. د. محمد حويل القحطاني