رسم “المستشار في التنمية البشرية” د. محمد عبدالقادر الشواف آلية تحويل الهموم إلى آمال وطموحات فقال: “في مسيرة الحياة لا بد من مواجهة بعض العقبات والمصاعب، فلا يمكن لأي إنسان أن يكون ناجحًا دائمًا، ولا بد من إخفاقات أو عقبات تُنتج بعض الهموم! وقد استعاذ سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن؛ ليرشدنا إلى خطر الهم على الإنسان، وما يسببه له من معوقات تحول دون تقدمه، والهموم إن استبدت بالإنسان قد تتطور إلى حالات نفسية ملازمة، لذلك وجب الانتباه لذلك ومحاولة التماسك والصمود، وعدم الاستسلام، وصولًا إلى السعادة الحقيقية التي تزيل أي أثر للهموم بإذن الله، وتختلف ردة فعل الناس تجاه الهموم، والهموم إذا سيطرت على الشخص تكاد تشل حركته، وتفتح له بوابة على الإحباط! وأضاف متسائلًا فكيف نحول الهموم إلى آمال وإنجازات؟ وقال: “التغيير الداخلي عند الإنسان هو الأهم، وأن تعمد إلى التفكير بطريقة إيجابية؛ فالتفكير الإيجابي يشعرك بالاطمئنان ويفتح لك أبواب السعادة بإذن الله، ثم قف وقفة تأمل للماضي وأعد ترتيب أوراقك، فما وقع لك يجب أن تعتبره فرصة ذهبية للتقدم؛ فقد أكسبتك أخطاء الماضي خبرة تعينك على تجاوز عقبات الحاضر، وحسن التخطيط للمستقبل، حافظ على التفاؤل؛ فالمتشائم يرى العقبات في كل فرصة بينما يرى المتفائل الفرصة في كل عقبة؛ فالمريض يتذكر الموت، والمتفائل يستشعر أهمية استعمال الدواء والدعاء ويتفاءل بالشفاء بإذن الله: أَلاَ إِنَّمَا بِشْرُ الْحَيَاةِ تَفَاؤُلٌ تَفَاءَلْ تَعِشْ فِي زُمْرَةِ السُّعَدَاءِ واسترسل الشواف فقال: “احسب خطواتك واسأل نفسك: كيف أحقق الإنجازات؟ الاتكالي والعاجز يرى أن عليه أن يرضى بواقعه والإنسان العملي هو الذي يبحث عن التغيير الدائم نحو الأحسن، ويبحث عن الفرص المعينة على تقدمه ويستغلها أحسن استغلال. واعلم أن الفجر يأتي بعد اشتداد الظلام، والأمل سيبتسم لك من أعماق الهموم، فإذا شعرت أنك على حافة اليأس تذكر قول الله تعالى: ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) ما أروع أن تتفاءل بالنجاح وأنت في أعماق الفشل أو ما تظنه فشلًا.