نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابن باب المجيدي من طالب رفضت الجامعة تخرجه إلى أشهر محقق يفك رموز أكثر من 3000 قضية

عندما تبحث نجاح الدكتور إبراهيم بن عبدالمجيد بن صادق الأبادي، فأنت تستكشف تاريخ عائلة بكاملها، فالأب كان شيخ القراء بالمدينة المنورة، والبيت الذي نشأ فيه كان بيت علم وتجارة، لكن هذا وحده لا يكفي لصنع النجاح، هل الطموح لأن يظل الواحد علامة بارزة في طريق مليء بالعلامات هو الذي جعل الأبادي الابن يصنع نموذجه بنفسه، وقد استثمر دروس الأب الأولى في الوصول.. كنت أتابع مسيرة العائلة ما بين العلم والتجارة، هاتان العلامتان اللتان تم اختصارهما في رجل واحد، استطاع بعلمه أن يحل لغز أصعب القضايا، وبتجارته أن يصل إلى دول غرب أفريقيا ويحمل هدايا خادم الحرمين الشريفين إليها، ويقيم علاقات صداقة مع رؤسائها وحكوماتها.
حي المكتبات والكتاتيب:
يحكي الدكتور إبراهيم الأبادي عن الحي الذي ولد فيه، قائلا: ولدت في المدينة المنورة بحي باب المجيدي، الذي يقع شمال المسجد النبوي الشريف خارج السور، ويتفرع منه شارع الرومية ويحتوي على العديد من الكتاتيب والمكتبات والمدارس والأربطة: مثل كتّاب الشيخ الفلاتي، وكتّاب الشيخة فاطمة التكرونية، وكتّاب الشيخة عابدة، كما توجد فيها مكتبة البوشناق ومكتبة ومدرسة الوفائية ومكتبة مدرسة السمرقندية. ومكتبة مدرسة تكية أمير بخارى. ومكتبة ومدرسة دار الأيتام. وسمي بهذا الاسم نسبة للباب المجيدي الذي يطل عليه.
ويضيف الأبادي: نظرًا لهذه الأجواء ولكون والدي احد العلماء المهتمين بتدريس العلم- فقد كان له رحمه الله حلقة بالمسجد النبوي الشريف، يدرس فيها القرآن وعلومه، وامتد تدريسه فيها لحوالي الخمسين عامًا - وقد ألحقني وإخواني وأخواتي بتلك الكتاتيب فدرسنا فيها القراءة والكتابة والحساب حتى دخلنا المدرسة فجمعنا ما بين التعليم النظامي والكتاتيب.
المراحل الدراسية
ويواصل الأبادي حديثه عن التعليم في مرحلة الطفولة، قائلًا: درست في المدرسة الناصرية حتى الصف الثاني الابتدائي التي كان قد درس فيها ودرس والدي رحمه الله وكان مديرها في ذلك الحين الأستاذ عمر الحيدري، وأكملت الابتدائي في مدرسة أبي أيوب الأنصاري التي كان موقعها في بير بضاعة وكان مديرها الأستاذ دخيل الله الحيدري، وينتقل الحديث إلى المرحلة المتوسطة، فيحكي الأبادي: درست في متوسطة الخليل بن أحمد الفرهيدي، وكان مديرها في تلك الفترة الأستاذ يوسف مليباري ومن المرحلة الثانوية التي قضاها بالمعهد العلمي يتذكر الأبادي زملاءه، فيقول: درست في المعهد العلمي، وكان مديره في تلك المرحلة الأستاذ حميد الحازمي وابرز زملاء تلك المرحلة، الدكتور مصطفى مخدوم. الدكتور عمر إبراهيم، الدكتور عمر ابوالمجد، الدكتور عبدالباري المشعل، المحقق خالد الدوسري، محمد كليب، الدكتور عبدالله العتيبي، المقدم احمد المزيني، العقيد دخيل الله زهيميل، ذيب العتيبي، خالد حمد حمدي، ومحمد عوامه. أما في الجامعة فقد بدأت تفاصيل أخرى، وملامح أكثر وضوحًا باتجاه المستقبل، يقول الأبادي: درست البكالوريوس في جامعة أم القرى، وتخصصت في الفقه والأصول، كنت خلالها الطالب المثالي بالجامعة، في عام 1409ه مثلت الجامعة في اللقاء الخليجي لجامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، بعدها سافرت إلى فرنسا لإكمال الدراسات العليا في القانون والتحقت بجامعة باريس لدراسة الماجستير، ثم حصلت على الدبلوم العالي في الأنظمة الجنائية الشرعية والتحقت بجامعة ايوال في بريطانيا لإكمال الدراسات العليا (الدكتوراة) في القانون، بعدها تلقيت عدة دورات بمعهد الإدارة العامة بالرياض وفي المعهد المصرفي، وجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية.
لا أنسي الشيخ الحصري ومكافاته:
ورغم التحاقه بالتعليم النظامي فقد كان الابن حريصًا على حفظ القرآن بالكتاب، وإن فضل أخيرًا أن يحفظ بنفسه اعتراضًا على ضرب أستاذه، يحكي الأبادي الابن: عندما كنت أحفظ القرآن في الكتاتيب قام الأستاذ الذي كان يحفظني بضربي ضربًا مبرحًا بخرطوم الماء فأخذته منه ورميته وهربت، وصرت يوميًا أذهب للحرم النبوي في موعد ذهابي للكتاب، وصرت أحفظ ما يقارب ست صفحات يوميًا، وكان عند رجوع أبي في الليل أسمعه على أساس أنه الدرس الذي أخذته عند أستاذ التحفيظ، وفي مرة من المرات، وأثناء جلوسي في غرفة والدي المطلة على الشارع سمعته وهو يسأل أستاذ التحفيظ عني، فقال له إن إبراهيم منذ أسبوعين لم يحضر إلى التحفيظ، ولجأت إلى والدتي وكانت شديدة الحنان، وقلت لها إن رجعت لذلك الأستاذ فسأهرب ولن أحفظ القرآن، وعند دخول والدي للبيت سأل عني وعند لقائه اعترفت له بما حصل وبرغبتي حفظ القرآن عنده فوافق فصرت أحفظ ما بين خمس إلى ست صفحات يوميا أي ما يزيد على النصف حزب وكنت حينها في سن الثانية عشرة، وفي أحد الأيام حضر للمدينة المقرئ الشيخ محمود خليل الحصري وكان صديقًا للوالد فأتيا سويًا إلى الحرم النبوي الشريف في المكان الذي أجلس فيه للحفظ وكان ناحية باب السلطان عبدالمجيد فوجدني فضيلة الشيخ محمود الحصري أحفظ هذا الكم الكبير من الصفحات يوميًا فسر كثيرًا وأعطاني عشرين ريالًا وقال لوالدي كلما حفظ نصف حزب أي خمس صفحات يوميًا يعطى له عشرون ريالًا، فلذلك كنت في تلك الفترة أكثر إخواني وأصدقائي مالًا، وأنهيت حفظ القرآن في ستة أشهر تقريبا.
دروس الأب الأولى:
لكن التربية في بيت جمع بين العلم والتجارة أهل الأبادي لمغامرات أخرى، يقول عن نفسه: تربيت في بيت علم وتجارة، فقد كان جدي الشيخ صادق بن سلطان أحد أبرز التجار الذين كانوا يتاجرون في الأرزاق قبل نحو مائة عام، بالإضافة إلى أنه كانت لديه حلقة علم بالمسجد النبوي الشريف وبمنزله، ومنتدى يجتمع فيه العلماء والأدباء وأهل الفكر، فسار والدي على نهجه وتعلم حتى المرحلة الثانوية، ولأنه لم يكن في ذلك الوقت جامعات أراد أن يدرس في القاهرة إلا أن جدي رفض لأنه وحيده ولم يشأ أن يفارقه فأكمل تعلمه في حلقات المسجد النبوي الشريف، واشتغل بتجارة جدي ووسعها ليضيف إليها تجارة الأقمشة والأحذية والشنط والساعات والإكسسوارات، كما عمل بالمقاولات، وعمل في البحوث العلمية والإفتاء مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وكان رحمه الله له حلقة بالمسجد النبوي الشريف أمام خوخة أبو بكر الصديق رضي الله عنه استمرت ما يقارب الخمسين عامًا، وله طلاب من جميع أصقاع العالم.
مثلت الطلاب بمجلس الصندوق:
ويؤكد الدكتور إبراهيم الأبادي أنه كان حريصًا على التميز بالجامعة، وأنه كان يجد صدى طيبًا لذلك بين زملائه من الطلاب بالجامعة، يقول: أقامت عمادة شؤون الطلاب انتخابات لرئاسة مجلس الأنشطة الطلابية والاجتماعية فترشحت وفوجئت أن الطلاب قد انتخبوني ولم أتوقع هذا الفوز، وبعدها فزت في عدة دورت انتخابية بالجامعة، وكنت الطالب الممثل الوحيد للطلاب بمجلس صندوق الطلاب الذي كان في عضويته أساتذة الجامعة.
الجامعة حولتني من طالب متميز إلى متأخر بالدراسة:
ويواصل الحديث منتقدًا أوضاع الجامعة التي حولته من طالب متميز إلى متأخر عن زملائه، يقول: في عام 1409ه وقبل تخرجي بفصل دراسي قدمت توصية تخرجي لقسم التخرج، وعند الانتهاء من الساعات المقررة للتخرج انتظرت نتيجة جهدي في سنين الدراسة، وبعد صدور أسماء المتخرجين فوجئت بعدم إدراج اسمي من ضمن الخريجين رغم أنني قد أنهيت كامل متطلبات التخرج، وبالاستفسار عن السبب قالوا في قسم التخرج بأن توصية التخرج لم تصلهم من القسم، فذهبت إلى القسم وقالوا انهم أرسلوا توصية التخرج لقسم التخرج، فصرت بين الإدارتين: كل يرميني على الآخر حتى اعتمدت نتائج الطلاب ولم أدرج معهم، وقال لي رئيس القسم حينها: «ماذا تريد بالشهادة أنت رجل أعمال ولك تجارة واسعة لا تحتاج لشهادة دع الشهادات للفقراء؟» وذلك بعد أن علم أنني دخلت في مناقصة لبناء مسجد ومبنى النادي بالمقر الجديد للجامعة بالعابدية، فأثر في نفسي منطقه وقلت له إن العلم للغني والفقير والجهد لا يحرم الإنسان من نتيجته بسبب الحالة المادية، وأصدر القسم بإيعاز من رئيسه - نكالًا بي وبعد أكثر من عام - قرارا بتأجيل تخرجي ودراستي على التوصية الجديدة للقسم مما يعني دراستي -إضافة لما سبق أن درسته- 36ساعة، أي ما يعادل فصلين دراسيين كاملين، ولم يعاملوني كزملائي فتقدمت بعدة شكاوى لعميد الكلية وعميد القبول والتسجيل ولم تجد نفعًا، وتقدمت لمدير الجامعة ولم يلتفت لطلبي، وترددت بين الإدارات ما يزيد على العام وحملوني خطأهم ولم يراعوا أن الخطأ منهم، وأصررت على عدم الرضوخ لهم ولم أرض بهذا الظلم، وفي أحد الأيام تحدثت مع صديق لي عن مشكلتي فاقترح علي أن أذهب لسمو الأمير سعود بن عبدالمحسن، وكان حينها نائبًا لأمير منطقة مكة المكرمة، وأن أشرح له مشكلتي، وقال ستجد الحل عنده إن شاء الله، فأخذت بنصيحة هذا الصديق وتوجهت لمبنى الإمارة الذي كان موقعه بطريق المدينة بجوار مركز فتيحي، وقابلت سمو الأمير سعود بن عبدالمحسن وشرحت له ما حدث لي مع الجامعة ومشكلة التخرج وما قاله رئيس القسم لي بشأن عدم إعطاء الشهادات للميسورين لعدم حاجتهم لها، فتفاعل سموه الكريم معي جزاه الله خيرا وطلب مني كتابة مشكلتي فكتبتها عنده في مجلسه وأعطيته إياها وكتب لمدير الجامعة لرفع الظلم عني ومعاملتي كزملائي، وإفادته بما سيتخذ من إجراء، وسلم الخطاب لي كي أسلمه لمدير الجامعة وكان ذلك، فشكل مدير الجامعة بناء عليه لجنة عليا لحل مشكلات الطلاب ونظرت اللجنة في مشكلات الطلاب ومن ضمنها مشكلتي فرأت أنني أستحق التخرج أسوة بزملائي وأصدر مجلس الجامعة قرارًا بذلك.
عنصرية في بلد الحرية:
ولم تخل الدراسات العليا في فرنسا من مضايقات، وإن كانت من نوع مختلف عن تلك التي حدثت بالجامعة وسببها الإهمال، هذه المرة الأبادي يرفض العنصرية في دولة الإخاء والحرية والمساواة، يقول عن تلك الفترة: أثناء دراستي العليا في فرنسا كانت البروفيسورة المشرفة علي تضايقني كثيرًا، وتعاملني بأسلوب جاف وفج ولا تتوانى عن محاولة الإضرار بي، بل حتى التدخل في بعض أموري الشخصية، وعلمت أنها يهودية وعنصرية، تكره كل ما هو عربي ومسلم، ولم أكترث بها كثيرًا، وفي إحدى المناسبات كنا نحتفي تشرف عليه البروفيسورة أيضا فأهديته هدية قيمة فقالت أمام الزملاء: تذكر هنا أنك إبراهيم الطالب وليس إبراهيم رجل الأعمال، وصاحب آبار البترول، ولم ألتفت لكلامها لأني عرفت سبب حقدها علي، ومحاولتها الإساءة لي بأي طريقة، وبعد فترة عرفت أنها طلبت من الجامعة أن تبدل الإشراف علي، وأن الجامعة وافقت، فأقمت لها أنا وزملائي حفلة بسيطة، واشتريت لها هدية تناسب مكانتها العلمية، فقد كانت متميزة بحق، ولم تصدق المشرفة أنني أفعل ذلك على الرغم من معاملتها القاسية لي وتأثرت كثيرًا واعتذرت لي أمام الطلاب، وطلبت من إدارة الكلية إعادتها للإشراف علي وذكرت لهم ما حدث والهدية التي أعطيتها إياها عند مغادرتها وأن الموقف أثر فيها، فأعادوها بناء على طلبها، وتبدلت معاملتها لي كليًا فصارت ترشدني في الدراسة بل تجلس بعد الدوام الرسمي إذا كنت محتاجًا لذلك.
عودتي من فرنسا:
وينتقل الأبادي إلى الوظيفة الحكومية التي لم يكن يفكر بها، قائلا: أثناء إقامتي في فرنسا كان والدي رحمه الله يحثني على العودة سريعًا للوطن وعدم الانجراف للحياة في الغرب وكان المحرض الأساس لهذا الموضوع زوجتي أم عبدالله وفي شهر رمضان المبارك من عام 1414ه وعند عودتي من فرنسا لقضاء أيام رمضان المبارك بين الأهل والأحباب في المدينة المنورة قابلت صديق الطفولة المهندس أحمد صالح عبدالحفيظ في بيته وقد اقترح علي أن ألتحق بهيئة جديدة مختصة بالأمور القانونية وهي هيئة التحقيق والادعاء العام، وكانت الهيئة شكلت في تلك السنة ولم تبدأ أعمالها بعد، والتحقت بالهيئة بعد تشجيع كثيرين.
وخلال عملي بالهيئة ظهر لي جليًا قدر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في رعايته لهذا الصرح العدلي الذي يشرف عليه حفظه الله فلولا هو لما استطاعت الهيئة أن تقف على أقدامها فجهوده وبصيرته النيرة كانت الإشعاع الذي أضاء الطريق للأعضاء كي يؤدوا الأمانة التي أوكلت لهم.
واشتهرت إبان عملي بالهيئة بأنني محقق أصعب القضايا، وحل عقدها وطلاسمها فكانت كل قضية ترد للهيئة فيها قدر من الغموض تعرض علي وتوليت عددًا من القضايا الصعبة وبعضها كانت قضايا ذات أثر في الرأي العام، وقد نظرت ما يقارب الثلاثة آلاف قضية، بضع منها أثر في، بل جعلني بعضها أزداد إيمانًا وبعضها غير في طريقة تفكيري والبعض الآخر غير في بعض قناعاتي.
التحول للمحاماة:
لكن لماذا تحول الأبادي إلى المحاماة بعد هذه السنوات من النجاح، يقول في إيجاز: شعرت بأن الوقت قد حان للالتفات لأعمالي الخاصة، واستشرت الوالد رحمه الله فقال لي بيتًا من الشعر وهو (لو كان في طيب المقام مزية لما برحت الشمس برج الحمل) وكان يرفض دائما تقديمي للاستقالة وكان يردد بأن الوقت لم يحن إلا هذه المرة، كما أن مواقف لبعض الناس لمست فيها ميلهم إلى النفاق بسبب المناصب، جعلتني أعجل بالاستقالة، ولكون قرار الاستقالة قرارًا مصيريًا لي ولعائلتي فقد استخرت الله كثيرا وذهبت إلى مكة للعمرة ودعوت الله أن ينير لي الطريق ويبن لي الصواب بشأن الاستقالة، وبعدها شرح الله صدري وتقدمت باستقالتي فصدر الأمر الملكي الكريم رقم (أ /160 بتاريخ 3/10/1430ه) بالموافقة عليها بناء على طلبي.
العمل بالمحاماة:
ويضيف: العمل بالمحاماة فتح لي آفاقًا جديدة غير التي كانت متاحة لي لاختلاف طريقة العمل عن القطاع الحكومي، فالشخص هو من يرسم سياسة عمله ويحدد أهدافه ونشاطه، ولكوني صاحب العمل ولأني مسؤول عن نجاحه فقد بذلت في بداياته جهودًا خارقة فكنت أجلس في المكتب حتى ساعات الفجر الأولى كي أستطيع إنجاز الأعمال وتريب الأمور فالعمل الخاص لا يحكمه الوقت وإنما يحكمه النجاح وبلوغ الأهداف والنجاح بعد توفيق الله بالجهد والمثابرة والعلم وليس للمحسوبية والوساطة دور فيه.
حملت هدايا خادم الحرمين الشريفين إلى أفريقيا:
ويواصل الدكتور إبراهيم الأبادي: بعد الانتهاء من الجامعة، أعطاني والدي رحمه الله مبلغًا من المال وقال إن هذا المبلغ لتتزوج منه وتؤسس أعمالك التجارية فاتجهت للعمل التجاري وكما يقول المثل (صنعة أبوك لا يغلبوك) ولم يكن لي رغبة حينها بالوظيفة، وفي تلك الفترة أتيحت لي الفرصة أن أجوب العالم فسافرت إلى أغلب قارات العالم، وأعطتني تلك السفريات رصيدًا ثقافيًا ممتازًا، وشرفت في عام 1992م بحمل هدايا خادم الحرمين الشريفين لدول غرب أفريقيا (غينيا كونكري وسيراليون وليبيريا) التي كانت تعاني حينها من حروب أهلية، وقابلت رئيس جمهورية سيراليون (جوزف مومو) في العاصمة (فري تاون) ورصدت تجربتي مع آكلي لحوم البشر والعجائب الافريقية في كتاب.
-------------------------
قالو ا عنه :
صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز:
أعمالكم وجهودكم وما توصلتم إليه من نتائج من خلال الأعمال التي توليتموها مقدرة ومشكورة ونحن نعرفكم تمام المعرفة من خلال ماقدمتموه في سبيل تحقيق العدالة وخدمة الوطن.
الشيخ محمد بن سليمان المهوس:
الدكتور ابراهيم الابادي يجب أن يستفيد أعضاء هيئة التحقيق في مناطق المملكة من خبراتكم ونجاحاتكم.
الشيخ محمد بن فهد العبدالله:
الدكتور ابراهيم الابادي بذل جهودًا بارزة الأثر في نجاح المؤتمر العربي الثاني لرؤساء النيابات العامة والنواب العموم والمدعين العامين ورؤساء هيئات التحقيق والادعاء العام.
اللواء يوسف بن نصير البنيان:
الدكتور ابراهيم الأبادي خير من خدم الوطن في جميع المواقع والمناصب التي تولاها فهو يمتلك من مقومات النجاح الشيء الكثير، حيث كان في تحقيقاته ذا فراسة ودهاء جعله يحل أصعب القضايا التي مرت على المنطقة ويصل إلى الحقائق الكاملة بالأدلة القاطعة التي لا تقبل الشك وهذا هو قمة التميز.
المهندس فضل بن لادن:
المكانة الاجتماعية العالية التي نشأ فيها الدكتور ابراهيم الأبادي ساهمت بشكل كبير في تشكيل شخصيته المميزة، واستطاع أن يؤثر في المحيطين حوله بما يتواكب مع حياته الاجتماعية والعملية وسمو خلقه وتعامله الراقي، وفي الجانب الآخر من حياته فهو الأخ والصديق الودود المحب الذي يبذل كل شيء من أجل إسعاد الآخرين.
-------------------------
د. إبراهيم الأبادي:
تاريخ الميلاد: 7/10/1385ه، 29/1/1966م
السيرة العلمية:
1- حافظ لكتاب الله الكريم.
2- حاصل على بكالوريوس شريعة تخصص فقه وأصوله من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1413ه.
3- حاصل على الدبلوم العام في الدراسات الجنائية الشرعية من كلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
عام 1429ه.
4- ماجستير في القانون الجنائي الإسلامي من جامعة ايوال في بريطانيا في الأول من يناير عام 2004م.
5- دكتوراه في القانون الجنائي الإسلامي من ايوال في بريطانيا في شهر ابريل من عام 2006م.
6- التحق بالدراسة في فرنسا للدراسات العليا في معهد إلىنس عام 1993م.
الأبحاث والمؤلفات:
1- حد الحرابة وتطبيقاته في المملكة العربية السعودية.
2- شروط درء الحدود في الشريعة الإسلامية.
3- العقوبات البدنية وموانع تنفيذها في التشريع الجنائي الإسلامي.
4- جريمة السرقة وتطبيقات العقوبة فيها على ضوء الكتاب والسنة.
5- الاعتداء على المال العام وأحكامه.
6- أجهزة الرقابة الداخلية في الأجهزة الحكومية ودورها في وقف هدر المال العام.
السيرة المهنية:
1- التحق بالعمل الحكومي في 15/3 /1415ه عضوًا بهيئة التحقيق والادعاء العام بمرتبة ملازم تحقيق.
2- تمت ترقيته إلى مرتبة مساعد محقق بتاريخ 15/3/1417ه.
3- تمت ترقيته إلى مرتبة محقق ثانٍ بتاريخ 16/4/1418ه.
4- تمت ترقيته إلى مرتبة محقق أول اعتبارًا من 29/4/1424ه.
5- تمت ترقيته إلى وكيل رئيس دائرة تحقيق وإدعاء (ب) اعتبارًا من 13/4/1428ه.
6- قدم استقالته بتاريخ 1/7/1430 ه وصدر الأمر الملكي رقم أ /160 بتاريخ 3/10/1430 بالموافقة عليها.
7- عضو سابق بالنادي الأدبي بمكة المكرمة.
8- عضو بنادي الفروسية ونائبًا للرئيس لشؤون الاجتماعية سابقًا.
9- عضو مجلس صندوق طلبة جامعة أم القرى سابقًا.
10- رئيس اللجنة الاجتماعية بجامعة أم القرى سابقًا.
11- عضو بالغرفة التجارية والصناعية بجده حاليًا.
12- عضو فريق التحكيم السعودي.
13- محام مقيد بوزارة العدل.
14- عضو اتحاد المحامين العرب.
15- عضو في عدد من الهيئات والجمعيات الخيرية بالمملكة.
16- مأذون رسمي مقيد بوزارة العدل.
17- مندوب في توزيع هدايا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله للدول الفقيرة والمتضررة من الكوارث سابقًا.
الأعمال المسندة:
1- مدع عام من عام 1417 ه إلى عام 1422 ه.
2- محقق في دائرة التحقيق في جرائم الاعتداء على العرض والأخلاق عام 1422ه.
3- محقق في دائرة التحقيق وقضايا الاعتداء على النفس من عام 1423 حتى عام 1430ه.
4- محقق في دائرة التحقيق في جرائم المخدرات والمؤثرات العقلية عام 1430ه.
5- كلف برئاسة دائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس عدت فترات.
6- الإشراف على مكتب الادعاء العام بمجمع المحاكم الشرعية.
7- رئيس لجنة التحقيق في قضايا إساءة استخدام السلطات والمعاملة المهينة واللا إنسانية.
8- عضو في لجنة مراجعة قرارات الاتهام بدائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس
9- الاشتراك في عدد من لجان التحقيق.
10- المشاركة في بعض الأعمال المؤتمر الثالث لرؤساء النيابات العامة والنواب العموم والمدعون العامون ورؤساء هيئات التحقيق والإدّعاء العام والوكلاء العامون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.