قام معهد دراسات السلام، الذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية، بترجمة وإصدار كتاب “تكلفة الصراع في الشرق الأوسط” Cost of Conflict in the Middle East، الصادر عن مجموعة ستراتيجيك فورسايت بالهند، وهو عبارة عن تقرير يناقش التكلفة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للحروب المشتعلة بمنطقة الشرق الأوسط، ويقارنها بكلفة إحلال السلام. ويركز الكتاب على الأمن الإنساني في الشرق الأوسط، والشعوب الموجودة بالمنطقة، ويهدف إلى إعطاء تقديرات شاملة لتكلفة الصراع وفوائد للسلام في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن التقرير هو مدخل مبتكر لحث الجمهور العام والخبراء والقادة في الشرق الأوسط على التأمل في حجم ما خسروه بسبب الصراعات، وحجم الخسارة المتوقعة في المستقبل، والتأمل في المكاسب التي سوف تعم على الجميع في حالة تحقيق السلام. وقام بإعداد التقرير الذي يقع في 177 صفحة الباحثان سنديب ويسليكار وإلماس فوتهاللي. وتناقش فصوله الأربعة بالتفصيل التكلفة الاقتصادية والعسكرية والبيئية، والاجتماعية والسياسية للصراع، والتكلفة على الشعب الفلسطيني وإسرائيل، والتكلفة للمجتمع الدولي، ومزايا السلام الدافئ، وسيناريوهات السلام في 2025، وسلم بناء السلام. ويأتي التقرير مدعومًا بالإحصاءات والرسوم البيانية لتوضيح نتائج التقرير بالأرقام والصور. ويبين “كلفة الصراع في الشرق الأوسط” أن الناتج الإجمالي للخسائر الاقتصادية في الشرق الأوسط هي اثنا عشر تريليون دولار، في الفترة من عام 1991 إلى عام 2010. ويشير إلى أن فترات السلام قد أظهرت أن الدول يمكنها أن تنمو بمعدل 6% من إجمالي الناتج المحلي في السنة. ويرجع الفشل في تحقيق نمو في الشرق الأوسط، وفقًا للتقرير، إلى عدم الاستقرار السياسي والصورة العامة بالمنطقة، وهي تلك المرتبطة بالتطرف والصراعات العنيفة. ويُظهر التقرير أن الشرق الأوسط هو المنطقة الأكثر تسليحًا في العالم بجميع المقاييس، من حيث نسبة إجمالي الناتج المحلي المخصصة للنفقات الدفاعية، والخسائر في أرواح المدنيين، وعدد الشباب من الرجال المرتبطين بالقطاع الأمني في شكل أفراد أساس أو أفراد احتياط أو قوات شبه عسكرية. ويتحمل الشرق الأوسط أعلى نفقات عسكرية في العالم، حيث قام بتخصيص في المتوسط 6% من إجمالي الناتج المحلي على النفقات العسكرية في عام 2005. ويشير الكتاب إلى أن الصراعات الموجودة في الشرق الأوسط منذ عام 1948 وحتى 2008 كانت في الأساس صراعات سياسية ذات أبعاد اجتماعية ودينية قوية، والتلف الذي حدث في البيئة كان نتيجة لهذه الصراعات، ولكن في المستقبل قد تتحول موارد البيئة، خاصة ندرة المياه، إلى سبب للصراع، إضافة إلى كونها نتيجة للصراع. ويبين التقرير أن الصراع له تكلفة اجتماعية أيضًا، فإن سياق الصراع يخلق شعورًا باليأس ويروج للآراء المحافظة اجتماعيًا، ويقوي القوات من خلال الرؤية المطلقة والنزعات الاستبدادية وكبت الإبداع ووأد الأمل. وعلى مدار السنوات، أدى الصراع إلى ضعف نسيج العلاقات الإنسانية القائم على الثقة والأخلاق، ودمر الأطفال وذوي الفكر، ولم تعد هناك علاقات مدنية طبيعية بين العامة والحكومة في العديد من الدول.