عشرة سنوات على رحيل مؤسّس الأغنية السعودية الحديثة طلال مدّاح (يرحمه الله) مرّت (ولا حتى تلتفت مرّت) كأنها سنة أو سنتين.. لماذا.. لأن “الأستاذ” لم يغادرنا إلاّ بجسده فقط.. وأما فنه الخالد وتاريخه العظيم فسيبقى ما بقيت الأرض.. بل وأرى أنه في كل سنة من السنوات العشرة الماضية أزدادات مكانة هذا الفنان.. محلياً وخليجياً وعربياً.. واسألوا جلسات “وناسة”. رحم الله أستاذ الأغنية والفن الأصيل والمعاني الإنسانية. ومن القلب أقدم أجمل عبارات الشكر والتقدير لجمعية الثقافة والفنون بالدمام على احتفائها بالذكرى العاشرة لرحيل (الأستاذ) طلال مدّاح -يرحمه الله- في أمسية رائعة راقية جسّدت وقدمت أجمل معاني الوفاء لفنان الوفاء.. أمسية تألق فيها كل من شارك بها.. من موسيقيين ومطربين وجمهور عاشق للطرب الأصيل الذي يفتقده هذه الأيام.. وبالله عليكم أنظروا لذلك الرجل المسّن العاشق للفن الجميل فقد حضر إلى الدمام من الأحساء خصّيصاً ليسترجع ذكريات الفن (الحقيقي) الأصيل الخالد الذي لا يقدمه إلا طلال مدّاح فقط.. تمعنوا في هذا التفاعل من هذا الرجل المسّن وبكائه بعد الحفل. وإضافة لهذا الرجل المسّن.. فإن أروع ما شهدته هذه الأمسية الرائعة بكل معاني الكلمة كان التواجد الجماهيري من الجنسين (رجالاً ونساء) في بادرة غير مسبوقة.. وهذا هو طلال مدّاح.. وهذا هو فن طلال مدّاح.. الذي يجذب الجماهير والعشاق للحضور والاستمتاع والتذوّق. في أمسية جمعية الدمام أعجبتني وشدّتني جداً كلمة قالها أحد الجمهور الحاضر واسمه (أبو عبدالعزيز)، قال فيها: ((قبل وجود طلال مدّاح كان المطرب السعودي يغني “تحت الدرج” إلى أن جاء طلال مدّاح وأعلن قيام الأغنية السعودية التي انتشرت على يديه في كل مكان)). الله الله الله.. على جمهور وفيّ عاشق للفن الأصيل وللفنانين الأصيلين.. وأكرر أنه رغم أن الحضور كان من الرجال والنساء إلا أن التنظيم رائع ولم نسمع أو نلحظ أي تصرفات فالجميع جاء لهدف واحد هو: الوفاء لرجل الوفاء.. والاستمتاع لفن الفنان الخالد.. رحم الله (الأستاذ) طلال مدّاح.. وأكرر الشكر لجمعية الدمام وللفنان سلمان جهام رئيس لجنة الموسيقى بالجمعية ولكل الحضور. وتحية خاصة جداً أوجهها إلى الغالي ابن الغالي عبدالله طلال مدّاح الذي دائماً يبشّرنا بالأخبار الجديدة.. فبعد عشرة سنوات على رحيل (الأستاذ).. لاتزال الريادة تلاحقه.. فهو اليوم أول فنان سعودي تقام له قناة على “اليويتوب”، وأول فنان سعودي وعربي ستكون له شبكة إعلامية متكالمة على الإنترنت . فعلاً.. سيبقى طلال مدّاح -اسماً وفعلاً- الأول.. وبعده بمراحل يأتي البقية. إحساس وردك يميل ويقول مين في الجمال قدّي دي سلوة المشغول في عيني وفي خدّي بيفرّح المشتاق هدية للعشّاق