* لا يساورني الشك لحظة في أهمية احترافية العمل بالطرق والوسائل المؤثرة إيجاباً في تربية وتنشئة أجيال هذا الزمان، ولا يخفانا ما تعانيه الأسر والمجتمع، وما يواجهه المربين والموجهين والمسؤولين من صعوبة التحديات المستهدفة استقرار وأمن الأمة وعلى رأسها (ناشئي الوطن). * والحالة هذه والسيل جارف على الجميع أن يعي أهمية تضافر كل الجهود من الأسرة.. والتعليم.. والإعلام وكافة المؤسسات ذات الصلة بكل أطياف وشرائح المجتمع والمُسخَّرة للارتقاء بالمواطن.. إذ يهمنا بالمقام الأول إعادة وتثبيت وتعزيز دور (التربية) في دور التعليم خاصة، وإيجاد الحلول السريعة لإعادة التوازن المطلوب في «العملية التربوية التعليمية» والتوجهات القيمية والأخلاقية والسلوكية وإيضاح وتعزيز القيم والمبادئ الجوهرية في الطالب والفرد من أبناء المجتمع عامة لا تخصيص لجهة عن جهة حيث المسؤولية تشمل الجميع من قبل كافة الجهات المؤسسية ذات العلاقة بإنسان هذا الوطن إلا أن الخاصية (التربوية) الأولى من بعد الأسرة تأتي ل»وزارة التربية والتعليم»، التي تحمل أمانة أمة التوحيد الذي معلمها رسول الهدى الرسول الأمين محمد بن عبدالله عليه الصلاة وأتم التسليم، الذي قال فيه ربه وخالقه جل في علاه: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقد كان خلقه القرآن، فالمسؤولية الأعظم تقع عليك يا وزارة التربية والتعليم، فأنت القائمة منذ نعومة أظافر ابن الوطن على مسؤولية تربيته وتنشئته وغرس وتعهد قيمه وأخلاقه وسلوكه، وتنمية التوجه والفكر الإيجابي وفضائل القيم والأخلاق، وتقويم ما كان معوجاً أو مكتسباً. * إن العناية بالمظهر وإهمال الجوهر يُعد انتكاسة للفطرة، والله عز وجل قد هيأ الإنسان على الفطرة السليمة وأخرجه للحياة متكامل البناء والأسس بداخله جذوة الشوق متقدة للمعرفة والعلم والاطلاع، مستعد أن ينهل من مشارب التربية والتوجيه ما يأخذ بيده ولب عقله لمكانة أبناء الأمة المخلصين الذين صنعوا التاريخ وسطروا من شعاع الشمس أمجاداً تُعلي للإسلام شأنه وتعزز مكانته بين الأمم إذ لم يخلُ عصر ولا مصر من الحروب والقلاقل والدسائس والفتن.. ودائماً كان النصر للإسلام دين الوضوح والصدق والحق.. دين السلام والله السلام والدين عند الله الإسلام. فهل من رفعة للأخلاق وتربية صحيحة صالحة تقوم على منهج وجوهر الإسلام تزكي للنفس البشرية طهرها وتعمل على أمانها واطمئنانها، وتذكي للعقل تأمله وتفكره وتوقر وتعطر القلب باليقين وتسمو بالروح للعُلا والارتقاء. يا وزارة التربية والتعليم: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُم ذهبت أخلاقهم ذهبوا» ونحن أمة التوحيد منصورون بعون الله دام فينا نهجه وسنة نبيه والدين خُلق وحُسن معاملة، ونحن أمة (يجب) أن يكون خلقنا القرآن أسوة واقتداء برسولنا المعلم الأمين. فأين تربيتنا وتعليمنا من تطبيق خلق دستور حياتنا اليوم..؟!