اختتمت مساء أمس الأول فعاليات عكاظ الثقافية بندوة بعنوان “التاريخ الاقتصادي لسوق عكاظ” نظمها النادي الأدبي بالطائف. وتناول الدكتور أحمد محمود صابون ما كان عليه السوق قديماً وتلك المكانة التي صنعها حيث كانت تفد إليه القوافل محملة بما تنتجه الدول المجاورة وكان لكل منها ماركة مسجلة توحي بدلالة البضاعة التي تفد، وأيضاً سوق عكاظ كان يمثّل رواجا كبيرا وايضاً مصنعا من المصانع التي تنتج ما يغري بالوفود لعكاظ ومن ما كان يشتهر بالعنب العكاظي. واستعرض أحمد صابون ما كان يشتهر به عكاظ من حيث التجارة والصناعة الجلدية التي كانت مثالا واضحا لما يتميز به أهل عكاظ من إجادة فن دبغ الجلود وتلك سمة من سمات وبصمات من العروض التي كانت تُقدم في سوق عكاظ وتكون شاهدة على ما يتميز به السوق من أصناف البضائع وتلك المكانة للسوق تعطي مؤشرا على أن من كان خلفه من التجار حريصون على أن يسجل التاريخ ما نقرأه اليوم من التشكيل الحضاري للسوق وما كان عليه من مكانة اقتصادية. فيما تحدث الدكتور محمود محمد الرويضي عن كلمة “إيلاف” ودلالتها وكذلك “الحلف” موضحاً العلاقة التي تربط مكة بما جاورها من الدول التي سعى تجار مكة وكأنهم “سفراء” إلى مد وصل التجارة في صورة تسويقية لتجارة مكة. وتناول الرويضي الأسواق ودورها والشهرة الاقتصادية المتميزة التي كانت تحظى بها مكةالمكرمة والطائف لوجود أسواق مجنة وذي مجاز وعكاظ الذي كان أشهرها كما أشارت إلى ذلك المصادر العربية وكثرة الحوادث عن السوق من الأشعار والخطب إضافة إلى عروض التجارة التي بلغت مبلغاً كبيراً ومنها الإبل العكاظيات والنجدية والثياب المزخرفة. وقال إنه في سوق عكاظ كان يتوفر فيه ما لا يتوفر لغيره من الأسواق فيُجلب إليه من اليمن الثياب والتوابل ومن البحرين اللؤلؤ ومن الشام الزيت والزيتون ومن عسقلان الحناء والأوكية والصرر والعطور، مشيرين إلى أنه زار سوق عكاظ العديد من الشعراء والأدباء واجمع المشاركون أخيراً على أن مكة أمسكت بزمام الاقتصاد حتى أصبحت مركزاً تجارياً للقادم من الشام والحبشة وبلاد فارس فاستفادت من فتور العلاقة بين الفرس والروم بحياديتها مما ساهمت عهود وأحلاف قريش في ازدهار النشاط الاقتصادي للسوق من خلال “الإيلاف” الذي وصفته المصادر العربية بأنه بين العرب مع بعضهم فيما العهد بين العرب وخصومهم ورحلتي الشتاء والصيف. الندوة شهدت العديد من المداخلات شارك فيها الدكتور يوسف الثقفي والدكتور عبدالله الطلحي والدكتور جريدي المنصوري. وقد أعقب هذه الندوة إقامة أمسية شعرية غاب عنها الشاعر سعد الحميدين وحضرها الشاعر سمير فرج والشاعرة بديغة كشغري والتي وضعت لها منصة الخنساء لتلقي عليها نصوصها الشعرية والتي صفق لها الحضور وقاسمها الأمسية الشاعران بلال رضا سمير فرج وأدارها الشاعر سعد الرفاعي.