بداية كل عام والجميع بخير طلابا وطالبات ومعلمين ومعلمات بمناسبة العام الدراسي الجديد الذي أرجو أن يكون عام خير وبركة على الجميع، إنه سميع مجيب . ثم أقول مستعينا بالله: نقرأ كل يوم عبر الصحف والمنتديات، كما نشاهد ذلك عبر البرامج التليفزيونية عن أضرار بعض المأكولات الجاهزة والمعلبة والتي قد أضيفت لها بعض الأصباغ والألوان مثل أنواع العصائر بكل ألوانها وأشكالها، وكذلك أنواع الفيشارات من جميع الأصناف، وضرورة استبدالها ببعض أنواع البسكويت الجيد والاكتفاء من المشروبات بالحليب بجميع أنواعه، حتى أننا بدأنا نخاف على أنفسنا منها، وكان للمدارس بكافة مراحلها دور كبير من خلال مرشديها في التحذير من العصائر والمأكولات السيئة والحث على الحليب ومشتقاته من خلال الدروس والطوابير الصباحية . وقد كان مما نقرأ دائما أن أطباء أسنان حذروا من أن شيوع تناول العصائر المثلجة قد يؤدي إلى انتشار أمراض تسوس الأسنان، وكانت دراسة نشرت الأسبوع الماضي أعلنت أن فائدة العصير المثلج هي ضعفا ما كان معروفا من قبل، إلا أن أطباء الأسنان يحذرون من أن الفوائد التي تعود على الشخص بمضاعفة استهلاكه للفاكهة لا توازي الأضرار التي تلحقها هذه المشروبات بأسنانه، ويقول نايجل كارتر رئيس المؤسسة البريطانية لطب الأسنان إن ارتفاع نسبة السكر والأحماض في هذه المشروبات رغم ارتفاع نسبة الفاكهة فيها يمكن أن تزيد تسوس الأسنان في غياب العناية الجيدة بالأسنان، ويضيف أنه مع كل رشفة من العصير المثلج تتعرض الأسنان لهجوم من الأحماض يدوم ساعة، وبالتالي فإن تناول المشروبات بانتظام يعرض الطبقة الخارجية للأسنان للتآكل مما يجعلها حساسة وتسبب الألم، كما يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان، وينصح الأطباء بغسل الأسنان بالفرشاة والمعجون قبل تناول العصير، حيث يساعد هذا على الحماية من التأثير الضار للأحماض الموجودة في العصير، لكن غسل الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد تناول العصير قد يضر بها حيث إن الطبقة الخارجية قد تتضرر بسبب الأحماض في العصير، ويؤكد كارتر على ضرورة حماية اللثة من أي قطع أو التهاب، وبالتالي الامتناع عن استخدام آلات حادة لإزالة بقايا الطعام من بين الأسنان، ويقول إن مثل هذه العادات الضارة تعرض صحة الشخص للخطر، وإن 85% من الناس ليسوا واعين حقيقة للصلة بين صحة الفم وصحة الجسم. وحول الأصباغ والألوان الصناعية في المشروبات الغازية فهي غير صحية وذات قيمة غذائية منخفضة لأسباب عديدة إذ أنها تحتوي على كميات عالية من الكافيين، فهي تحتوي على كمية كبيرة من السكر، فعلبة واحدة من المشروبات الغازية « دايت خالية من السكر والسعرات الحرارية الا أنها تحتوي على محليات اصطناعية غير صحية خاصة إذا تم استهلاكها بكميات عالية، ومن جهة أخرى تحتوي المشروبات الغازية على كميات كبيرة من الفسفور والذي يؤثر سلبيا على توازن الكالسيوم في الجسم وبهذا يرفع من الاحتمالات بإصابة الشخص بمرض هشاشة العظام، وقد ربطت دراسات كثيرة استهلاك المشروبات الغازية برفع احتمالات الإصابة بكسور في العظام وكذلك بمرض السكري . أما الأطعمة التي تحتوي على أصباغ اصطناعية مع الالوان الطبيعية في الخضار والفواكه هي عبارة عن مركبات لها خصائص مضادة للسرطان الا ان الأصباغ الاصطناعية الموجودة في العصير الملون المصاص الملبس، البوظة الملونة هي في معظم الأحيان مركبات كيماوية لها أضرار صحية جسيمة تتراوح بين التسبب بالأورام السرطانية وبين الصعوبة في التركيز والحساسيات المختلفة وخلل في الغدة الدرقية . وبالرغم من ذلك كله فقد تواصل معي عدد من أولياء أمور الطلاب وخصوصا المراحل الدنيا وأكدوا أن المعلم يحذر مما ذكرت في أعلى المقال خلال الدرس كروتين يومي، وبعد خروجه من الدرس يبيعها هي ذاتها في مقصف المدرسة على مرأى من المدير والزملاء . فهل نطمح بوقفة جادة من وزارة التربية والتعليم لمنع السموم من مدارسنا أمام إصرار عدد من المعلمين غير الناصحين ؟؟ أتمنى ذلك .. أسعد الله أوقاتكم