أثار الناقد العراقي الدكتور عبدالواحد لؤلؤة ضجة كبيرة بين أوساط الحاضرين لأولى فعاليات سوق عكاظ التي انطلقت صباح أمس الأول تحت عنوان “من تجارب الكتّاب”، حيث أشار لؤلؤة إلى عدم وجود ناقد عربي من بعد القرن الرابع الهجري يحمل نظرية نقدية تخصه وإنما لدينا كتّاب ومؤلفون في النقد وهم قلة مقارنة بأدعياء النقد وما أكثرهم اليوم. واعتذر لؤلؤة عن الإجابة على سؤال طرحه عليه الدكتور منصور الحازمي حول رأيه في النقاد السعوديين موضحاً أنه على استعداد للإجابة على كل الأسئلة في “جلسة خاصة”. وتحدث عن تجربته في مسيرة البحث والتأليف ووقف كثيراً عند كتابه “الأرض اليباب” واعترض وبشدة على من يقول بأن الأرض اليباب نموذجاً للأدب المسيحي كما اعترض على من يترجمها (الأرض الخراب)، وأشار إلى أنه الآن يبحث عن ناشر وليس ناشل لكي يقوم بطباعة موسوعته النقدية، مبيّناً ما كان يحظى به المؤلف في العراق في السبعينيات الميلادية بالرغم مما كان يعانيه من النظام في تلك الفترة، ولكنه في الأخير يجد مقابلاً. كما تطرق لؤلؤة إلى قضايا كثيرة منها فكرة الشعر الحر، وسنوات الدراسة التي قضاها في جامعة هارفارد، وبدايات حياته في الموصل بالعراق، وختم حديثه عن الترجمة معتبراً أنها الجانب الذي اشتغل عليه كثيراً في حياته ومبيّناً أنه ليس من حق الناقل أو المترجم التفسير أو سوء النقل أو الاختصار. بعد ذلك تحدث الدكتور مبروك المناعي من تونس عن تجربته في الكتابة والتأليف وأشار إلى أن هذه التجربة برغم خلفياتها التراثية إلاّ أنها محددة وعصرية وحديثة أيضا وتوافق بين شروط النقل ومقتضيات تطبيق المنهج الأدبي. كما بيّن أن بين كتابيه “الشعر والمال” و “الشعر والسحر” تتشابه ولكنه حاول أن يعطيهما بعداً أنثربولوجياً وسيسيولوجياً وأن كتابه “الشعر والسحر” له بعد تاريخي وأنطولوجي، وأوضح أن كتابه عن المتنبي كان محاولة عن اختراق لكمية النقد التي غطت على شعر المتنبي لتصل إلى شعره ولتكوين علاقة جديدة مع شعر المتنبي، بينما كتابه في إنشائية الشعر العربي هو الكتاب الجامع بين كتبه كلها. وأثارت الندوة عدداً من المداخلات مع الدكتور لؤلؤة والدكتور المناعي في عدد من القضايا المنهجية والعلمية والنقدية التي تطرقوا إليها والتي كان من أبرزها الاختلاف حول عدم وجود ناقد عربي وعدم تصنيف طه حسين كواحد من النقاد العرب، والحديث حول عدد من مسائل الترجمة التي أشار الدكتور المناعي إلى أن الترجمة قد استسهلها الكثير من المهتمين اليوم وأصبح لدينا الكثير من الأعمال المترجمة أولى بها سلة المهملات.