درسنا في الصف الرابع الابتدائي قبل ما يقارب الثماني والعشرين سنة مضت نصا نثريا للشيح حسن آل الشيخ رحمه الله بعنوان الوطنية الحقة لازلت أحفظ جزءا من ذلك النص لروعته وجمال معناه حيث يقول رحمه الله تعالى ( الوطنية الحقة هي أن تظل أمينا على مبادئ دينك وفيا لها مساهما في بناء بلدك باذلا الخير لكل مواطنيك بكل ما تستطيعه من طاقة وجهد ) وصدق رحمه الله فالحفاظ على مبادئ الدين الحنيف الذي قامت عليه هذه الدولة رعاها الله والتمسك بثوابته والدفاع عنها , ثم الوفاء لولاة الأمر بأداء الأمانة التي ألقوها على عاتق كل موظف ومسؤول والدعاء لهم بالحفظ والتأييد والإعانة والتسديد , أُثر عن الإمام أحمد رحمه الله قوله ( لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان ) لأنهم أُس الوطن وأساسه فهم حماته ورعاته بعد الله سبحانه وتعالى يقول تعالى ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) والمساهمة في بناء الوطن والحفاظ على مقوماته ومكتسباته لأن الوطن هو الأب الرؤوف والأم الحنون لكل مواطن لأن كل إنسان وفيٍ يحب ويعشق أرضه التي ولد فيها ونشأ وترعرع عليها , وبذل الخير للناس كافة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ). تلك هي الوطنية الحقة التي يعتز بها كل مواطن . إبراهيم عمر هوساوي: مكة المكرمة