تحفظ ذاكرة التاريخ لسوق عكاظ مكانًا بارزًا في سجل الحضارة الإنسانية، ففي هذا المكان كان لفنون القول المختلفة حضورها المتألق، شعرًا ونثرًا وخطابة، في فضاء مفتوح على الإبداع، ليتجاوز صيت عكاظ المكان الجغرافي المحدود، ويتمدد في رقعة واسعة، جعلت منه مثابة ومقصدًا للمبدعين من جميع الأمصار، ليشدوا الرحال إليه، حاملين بضاعتهم الإبداعية.. على أن هذا المنبر الصدّاح غطّاه ركام الإهمال، وامتدت إليه يد المحو والطمس فغيبت دوره ردحًا من الزمن غير قليل، فكان أمر بعثه وإعادة الحياة إليه حلمًا يرتحل الزمن، حتى تحقق ذلك بالفعل على يد الأمير المثقف خالد الفيصل، لتشهد دورات وفعاليات السوق في ثوبه الجديد تطوّرًا ملحوظًا في كل موسم، مشمولاً برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ليجيء هذا الموسم الرابع من فعاليات سوق عكاظ بجديد منوّع كشفت عنه البرامج التي أُعلن عنها، فمن المقرر أن يشتمل برنامج الفعاليات الثقافية لهذا الموسم خلال أيامها الأربعة خلافًا ليوم الافتتاح أمس على أكثر من 12 ندوة نقدية وأمسية شعرية، إضافة إلى المسرحية الرئيسية لهذا العام عن طرفة بن العبد، حيث تسلط الضوء على معلقته وسيرته، إضافة إلى برنامج فعاليات جادة عكاظ، وسيكون مهرجان الكُتّاب من الفعاليات الجديدة لهذا العام وهو مهرجان يخص المؤلفين العرب، الذين لهم إسهامات كبيرة في التأليف والنشر واختارت لجنة متخصصة مجموعة من أهم المؤلفين والكتاب الذين صدرت لهم أعمال وقدمت لهم دعوة للحضور إلى سوق عكاظ، وسيكون التركيز في هذه الفعالية على الكاتب نفسه وتجربته مع التأليف والكتابة. ووفقًا للجدول المعلن سيشهد اليوم الأربعاء 20 شوال إقامة ندوة بعنوان «من تجارب الكتاب» يشارك فيها واسيني الأعرج من الجزائر، ويديرها الدكتور عبدالعزيز السبيل، تليها ندوة نقدية بعنوان «شعر طرفة بن العبد» يشارك فيها كل من: الأستاذ الدكتور توفيق محمد الزيدي من تونس، والأستاذ الدكتور ظافر الشهري من السعودية، ويديرها الدكتور محمد الصفراني، تعقبها أمسية شعرية لشاعر عكاظ 1431ه يديرها الأستاذ سعيد علي آل مرضمة، ثم العرض اليومي لمسرحية طرفة بن العبد. أما فعاليات يوم غد الخيمس 20 شوال فتتضمن ندوة «تجارب الكتاب» يشارك فيها كل من: رضوان السيد من لبنان، ويوسف المحيميد من السعودية، ويديرها الدكتور علي الموسى، تليها ندوة نادي جدة الأدبي بعنوان «المستشرقون والشعر العربي» يشارك فيها كل من: الأستاذ الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك من السعودية، والأستاذ الدكتور باهر محمد الجوهري من مصر، ويديرها الدكتور عبدالرحمن محمد الوهابي، تليها أمسية شعرية يشارك فيها الأستاذ حسن نجمي من المغرب، والأستاذ سمير فراج من مصر، والأستاذة بديعة كشغري من السعودية، والأستاذ حسن الزهراني من السعودية، ويديرها الدكتور يوسف العارف، ثم العرض اليومي لمسرحية طرفة بن العبد. ويحمل يوم الجمعة 21 شوال في طياته إقامة ندوة تحت عنوان «المسرح السعودي.. إلى أين؟» يشارك فيها كل من: الأستاذ الدكتور عبدالله أحمد العطاس، والأستاذ فهد بن ردة الحارثي، والأستاذ محمد الجفري، ويديرها الأستاذ تميم خالد الحكيم، تليها أمسية شعرية يشارك فيها كل من: الشاعر محيي الدين الفاتح من السودان، والأستاذة سعيدة خاطر الفارسي من عمان، والأستاذ مهدي حكمي من السعودية، ويديرها مدير التحرير بجريدة «المدينة» فهد الشريف، ثم العرض اليومي لمسرحية طرفة بن العبد. أما فعاليات اليوم الأخير السبت 22 شوال فتشتمل على ندوة بعنوان «من تجارب الكتاب» يشارك فيها كل من: الأستاذ عبدالواحد لؤلؤة من العراق، والأستاذة قماشة العليان، والأستاذ خالد اليوسف من السعودية، ويدير اللقاء الدكتور هاشم عبده هاشم، تليها ندوة نادي الطائف الأدبي بعنوان «التاريخ الاقتصادي لسوق عكاظ» حيث يشارك فيها كل من: الدكتور سيد فتحي الخولي، والدكتور أحمد محمود صابون من مصر، والدكتور محمود محمد الرويضي من الأردن، والدكتور إبراهيم القادري بوتشيش من المغرب، ويدير اللقاء الأستاذ الدكتور أحمد عمر الزيلعي، تليها أمسية شعرية يشارك فيها الأستاذ رضا بلال رجب من سوريا، والأستاذة زينب الأعوج من الجزائر، والأستاذ سعد الحميدين من السعودية، ويديرها الأستاذ سعد الرفاعي، ثم العرض اليومي لمسرحية طرفة بن العبد. جوائز المهرجان وكانت اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ قد استقبلت هذا العام مشاركة أكثر من 480 عملا، وتسعى اللجنة للتواصل مع المؤسسات الثقافية في العالم العربي لتشجيعهم على الترشيح للجوائز، وخاصة جائزة سوق عكاظ، كما أن اللجنة العليا للسوق قد اعتمدت منح جوائز عكاظ هذا العام لسبعة أشخاص، حيث فاز بجائزة شاعر عكاظ «الجائزة الرئيسية» الشاعر شوقي بزيع مصطفى من جمهورية لبنان، أما جائزة شاعر شباب عكاظ وهي مخصصة للشعراء الشباب في المملكة ففاز بها الشاعر ناجي بن علي حرابة، فيما فاز بجائزة لوحة وقصيدة هذا العام الفنان التشكيلي محمد إبراهيم الرباط من المملكة عن لوحته «الخيل»، وجاءت جائزة الخط العربي مناصفة بين كل من صباح الاربيلي «بريطاني» مقيم في قطر، ومثني العبيدي «عراقي»، كما فاز بجائزة التصوير الضوئي عن فئة فوق 18 سنة سامي إبراهيم حلمي من جمهورية مصر، وفازت بفئة أقل من 18 سنة الطالبة بيان أحمد بصري من المملكة، وموضوع المسابقة لهذا العام «جماليات العمارة الإسلامية».