حظي «سوق عكاظ» باهتمام قادة هذا البلد المعطاء، وما ذلك إلا امتداد لحرص ولاة الأمر على كل ما يدفع بمسيرة الثقافة، والوعي والأدب في المملكة العربية السعودية، إيمانًا منهم بالقيمة الثقافية الريادية لسوق عكاظ، وما يمكن أن يمثّله السوق للحركة الثقافية والأدبية في هذا الوطن. وتأتي أهمية «سوق عكاظ» اليوم في كونه ملتقى شعريًا وفنيًا وتاريخيًا فريدًا من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، آنسين بالعروض الشعبية الأصيلة، ومنصتين إلى الكلمة الشاعرية العذبة، ومستمتعين بالقيمة المعرفية والثقافية التي يقدمها السوق من خلال ندواته ومحاضراته وفعالياته. وتتنوع الأنشطة في «سوق عكاظ» لتقدم للزائر مهرجانًا ثريًا في محتواه، يعيد تأصيل القيم الأخلاقية والتاريخية والثقافية لدى العرب، كما يعيد «سوق عكاظ» إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل مهرجان احتفالًا واحتفاءً بأحد شعراء المعلقات لتؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي وما حفل به من تاريخ وأحداث وأمجاد. وبالإضافة إلى ذلك، يشكّل «سوق عكاظ» اليوم معلمًا سياحيًا فريدًا في المملكة العربية السعودية، ورافدًا مهمًا من روافد السياحة، إذ يقام السوق اليوم في ذات المكان الجغرافي الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين لمشاهدته كمعلم تاريخي ضارب في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ، وبريق الحاضر، ويجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية.