جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأييده لبناء مسجد إسلامي عند الموقع الذي شهد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، مؤكداً أن ذلك من شأنه أن يظهر الوجه الحقيقي للدين الإسلامي ويزيل الصورة الخاطئة المرتسمة عند كثير من الأمريكيين عن الإسلام. جاء ذلك في صحيفة التايمز البريطانية. وأكد أوباما على أن الولاياتالمتحدة لم ولن تدخل حرباً ضد الإسلام بصفته ديناً سماوياً، مشدداً على أن الدين الإسلامي كبقية الأديان يدعو للسلام والتسامح والتعايش، وأن الإرهاب لا يقتصر على دين واحد وإنما هو موجود لدى أتباع كل الأديان الأخرى. وقالت الصحيفة: أبان الرئيس الأمريكي بجلاء أن بلاده لا تخوض حرباً ضد الإسلام، وأن معركة العالم مع الإرهاب لا ينبغي أن تتحول تجاه فئة معينة من الناس، وأن من الخطأ الكبير وصم المسلمين بالإرهاب واعتقاد أن الإسلام يقف في موقف مناقض للقيم الغربية. وتابعت التايمز قائلة: للمرة الثانية يبدي أوباما تأييده العلني للمشروع الرامي لإنشاء مسجد في المكان الذي شهد تلك الهجمات الفظيعة التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وهي خطوة من شأنها أن تمهد الطريق أمام الأمريكيين خاصة والغربيين بصورة عامة للانفتاح على الإسلام واستلهام قيمه العظيمة ومبادئه التي لا تختلف كثيراً عن بقية الأديان السماوية. ورغم الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرض لها الرئيس الأمريكي جراء إعلان تأييده لبناء المسجد، إلا أنه أعاد الجهر برأيه وتأييده. وشهدت الولاياتالمتحدة جدلا بسبب مشروع لبناء المسجد الذي يعتبره بعض المعارضين استفزازا لضحايا هذه الهجمات، وتشجيعا لما يسمونه الإرهاب، إلا أن أوباما أكد أنه يجب السماح للمسلمين بالبناء في أي منطقة يسمح فيها لجماعات دينية أخرى بالبناء. وكان الرئيس الأمريكي قد وجه انتقادات شديدة اللهجة لقس كنيسة فلوريدا تيري جونز على خلفية عزمه إحراق نسخ من المصحف الشريف كوسيلة لإظهار الاحتجاج على انتشار الإسلام في الولاياتالمتحدة، إلا أنه عدل عن مخططه في اللحظات الأخيرة وأكد تراجعه عنه. وقال أوباما: مثل تلك الممارسات غير المسؤولة يمكنها أن تلحق أضراراً كبيرة بالولاياتالمتحدة وتعرض حياة جنودها في العراق وأفغانستان وغيرها من بلدان العالم إلى خطر كبير، والأهم من ذلك كله فإن إحراق نص مقدس من أي كتاب ديني سماوي هو أمر لا يتفق على الإطلاق مع القيم والمبادئ التي قام عليها هذا الوطن العظيم. وكان تيري جونز الذي لا يزيد عدد أتباع كنيسته على خمسين شخصاً قد أعلن أنه سيحرق نسخاً من المصحف الشريف لتأكيد معارضته للإسلام واحتجاجاً على هجمات سبتمبر، والوقوف في وجه مشروع بناء مسجد في موقع الهجمات، لكنه تعرض لانتقادات واسعة من مختلف أطياف المجتمع الأمريكي، حيث وصفه البيت الأبيض بأنه ليس أكثر من مجرد شخص يسعى للشهرة بأي وسيلة. وكان الرئيس الأميركي قد شدد في مؤتمر صحفي عقده في ذكرى هجمات سبتمبر على أنه من المهم جداً إيضاح أن بلاده ليست في حرب مع الإسلام، لكنها في حرب مع تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي هاجمت أمريكا وما زالت تتآمر لإيذائها، واعتبر قتل زعيم تنظيم القاعدة أولوية أميركية. وقال «اعتقال أو قتل بن لادن وأيمن الظواهري سيكون مهما جدا لأمننا القومي»، وهو «لا يحل كل مشكلاتنا لكنه ما زال أولوية كبرى لهذه الإدارة».